صلاة التراويح من قيام الليل في رمضان وهي من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه في هذا الشهر المبارك .
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :
"واعلم أن المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان لنفسه: جهاد بالنهار على الصيام، وجهاد بالليل على القيام، فمن جمع بين هذين الجهادين وُفِّي أجره بغير حساب." أ.هـ.
حكمها:
❖ سنة مؤكدة سنها النبي صلى الله عليه وسلم لحديث عائشة - رضي الله عنها - أنّه - عليه الصلاة والسلام - صلّاها بالناس ثلاث مرّات، وفي اليوم الرابع لم يخرج، فسأله بعض الصحابة عن سبب عدم مجيئه إلى صلاة التراويح، فقال: ( خَشِيتُ أنْ تُفْتَرَضَ علَيْكُم، فَتَعْجِزُوا عَنْهَا، فَتُوُفِّيَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والأمْرُ علَى ذلكَ)،
فضلها:
❖ كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ رواه البخاريّ ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه
❖ جاء في الحديث الصحيح عن ابى ذر رضي الله عنه قال ﷺ: مَن قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلةٍ خرَّجه الإمام أحمد وأهل السنن
صفة صلاة التراويح:
الأفضل أن تصلى جماعة
❖ قال الإمام أحمد رحمه الله كان علي وجابر وعبد الله رضي الله عنهم يصلونها جماعة ولفعل النبي صلى الله عليه وسلم حين جمع أصحابه .
يجهر الإمام بالقراءة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم
يسلم من كل ركعتين لقوله صلى الله عليه وسلم (صلاة الليل مثنى مثنى)
ووقتها بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر وأفضله أول الليل لفعل الناس في عهد عمر رضي الله عنه. ويجوز في أول الليل، أو في وسط الليل، أو في آخر الليل، أو فرقها صلى بعضها في أوله وبعضها في وسطه، أو بعضها في أوله وبعضها في آخره،
وادائها في المسجد أفضل لفعل النبي صلى الله عليه وسلم
وعدد ركعات صلاة التراويح القول الأول:- اختار الإمام أحمد و جمهور العلماء عشرين ركعة لما ورد أن الناس في زمن عمر رضي الله عنه كان يقومون في رمضان بثلاثة وعشرين ركعة .
القول الثاني:- ما ثبتت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما حين بات عند خالته ميمونة، وسبر صلاة النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة فصلى ثلاث عشرة ركعة.
القول الثالث:- ما ثبت عن عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله ﷺ يصلي من الليل عشر ركعات، يُسلِّم من كل اثنتين، ثم يوتر بواحدةٍ وقالت رضي الله عنها: ما كان رسول الله ﷺ يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يُصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهنََّ وطولهنَّ، ثم يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهنَّ وطولهنَّ، ثم يصلي ثلاثًا متفق عليه.
وعلى هذا فيكون الإحدى عشرة ركعة، والثلاث عشرة ركعة كلها من السنة ، وإذا لم يحتمل ذلك المأمومين زاد في عدد الركعات
و يقرأ القرآن كاملاً في صلاة التراويح سنة فقد كان جبريل عليه السلام يدارس النبي صلى الله عليه القرآن في رمضان
ويسن التطويل في القراءة ويستحب أن يختم القرآن في التراويح ليسمع الناس جميع القرآن إلا أن يشق على المصلين عن السائب بن يزيد، أنه قال: قد *«كان القارئ يقرأ بالمئين، حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام، وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر»*
ولا بد من الطمأنينة في صلاة التراويح و الإتيان بالأركان والواجبات جاء عن الأعرج أن القارئ يقرأ سورة البقرة في ثمان ركعات ، وإذا قام بها في اثنتى عشرة ركعة رأى الناس أنه قد خفف
ويختم التراويح بالوتر وهو سنة مؤكدة داوم عليها النبي صلى الله عليه وسلم
❍ والسنة أن يقرأ بعد الفاتحة بالسور الثلاث وهي في الركعة الأولى ( سبح اسم ربك الأعلى)
❍ والثانية ( قل ياأيها الكافرون )
❍ والثالثة ( قل هو الله أحد)
دعاء القنوت في الركعة الأخيرة بعد الركوع كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في اغلب الاحوال الأفضل الدعاء بما ورد عن النبي صلى الله عليه وكان يعلمه الحسن بن على رضي الله عنه (اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت ، ولايعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت).
في حديث آخر حديث علي رضي الله عنه زيادة: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبعفوك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك.
والبعد عن الاعتداء في الدعاء مثل السجع والتلحين والإطالة والتكلف في البكاء
وإذا سلم من الوتر سن أن يقول ثلاثًا ( سبحان الملك القدوس) يرفع صوته في الثالثة
نسأل الله ان يوفقنا لطاعته وأن يتقبل منا و يرحمنا .