العشر الأواخر من رمضان هى افضل ليالى السنة،شأنها عظيم، وفضلها كبير وقد خصها الله بمزايا عظيمة .
فقد كان صلى الله عليه وسلم يستقبل العشر الأواخر من شهر رمضان بمزيد من العبادات ويجتهد فيها اكثر من ايام الشهر وصفته عائشة رضي الله عنها " كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا دخلت العشر شدّ مئزره وأيقظ أهله وأحيا ليله". رواه البخاري ومسلم .
وعنها رضي الله عنها قالت كان رسول الله يجتَهِدُ في العَشرِ الأواخِرِ ، ما لا يجتَهِدُ في غيرِهِ رواه مسلم .
متى تبدأ العشر الاواخر في رمضان :
تبدأ من ليلة (٢١) رمضان حتى ليلة (٣٠ ) رمضان إذا كان الشهر كاملا.
هدى النبي صلى الله عليه وسلم في قيام الليل في العشر الاواخر:
- قيام الليل بالصلاة .
وقد مدح الله المؤمنين اللذين يقومون الليل فكان من وصفهم قوله تعالى: وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا [الفرقان:64] وقال سبحانه في وصف المتقين: كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الذاريات:17-18]
وقال الله لنبيه ﷺ: يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا [المزمل:1-3] الآية،
وقال تعالى : تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة:16-17].
ـ متى يبدأ وقت صلاة الليل؟
وقت قيام الليل وصلاة الوتر: من بعد صلاة العشاء، إلى طلوع الفجر " انتهى، من "فتاوى اللجنة الدائمة" (7/ 225)
وأفضله في آخر الليل - الثلث الأخير- وينتهى وقت القيام بطلوع الفجر .
سأل انس بن مالك عن صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال ( .. وكان لا تشاء أن تراه من الليل مصليًا إلا رأيته، )
وقد كان صلى الله عليه وسلم رحيما ً بأمته فيراعى فيهم وَقتُ النَّشاطِ المناسب لحالهم .
ـ كيفية صلاة الليل ؟
اختلف في عدد الركعات في صلاة الليل.
القول الأول :- ففي الموطأ عن محمد بن يوسف، عن السائب بن يزيد أنها إحدى عشرة.
القول الثاني :- مارواه محمد بن نصر المروزي من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن يوسف فقال: ثلاث عشرة.
القول الثالث :- ما روى عبد الرزاق من وجه آخر عن محمد بن يوسف فقال: إحدى وعشرين.
القول الرابع :- ماروى عن مالك من طريق يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد عشرين ركعة، وهذا محمول على غير الوتر، وعن يزيد بن رومان قال: كان الناس يقومون في زمان عمر بثلاث وعشرين.
والجمع بين الاقوال ممكن بحسب تطويل القراءة والتسبيح تكون الركعات ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي الصبح صلى ركعة واحدة توتر لها ما قد صلى ،رواه البخاري.
ـ مقدار القراءة والتسبيح في صلاة القيام:-
ما رواه سعيد بن منصور : وكانوا يقرءون بالمائتين ويقومون على العصي من طول القيام .
قالت عائشه رضي الله عنها تصف سجود النبي صلى الله عليه وسلم : "يسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية.
ـ كم كان مقدار القراءة ؟
كان صلى الله عليه وسلم يطيل في القراءة ، دليل ذلك حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة رضي الله عنها: كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ فقالت: ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثا، فقلت: يا رسول الله، أتنام قبل أن توتر. قال: " يا عائشة، إن عيني تنامان، ولا ينام قلبي.
وثبت في "صحيح مسلم" (1/536) من حديث حذيفة قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول: " سبحان ربي العظيم " فكان ركوعه نحوا من قيامه، ثم قال: " سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد "، ثم قام طويلا قريبا مما ركع، ثم سجد فقال: " سبحان ربي الأعلى ". فكان سجوده قريبا من قيامه.
وجاء في بعض روايات حديث حذيفة عند أحمد (5/400) أن ذلك كان في رمضان.
ـ دعاء الاستفتاح فى قيام الليل.
عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل: اللهمّ ربّ جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشّهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك إنّك تهدي من تشاء إلى صراطٍ مستقيم) رواه مسلم.
ـ الدعاء في قيام الليل .
من أوقات اجابة الدعاء عن ابى هريرة رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم : إذا مضى شَطرَ الليلِ أو ثُلثَاه ، ينزلُ اللهُ إلى السماءِ الدنيا فيقولُ : هل من سائلٍ فيُعطَى ؟ هل من داعٍ فيُستجابُ له ؟ هل من مُستغفِرٍ فيُغفرُ له ؟ حتى ينفجرَ الصُّبحُ.
نسأل الله ان يجعلنا ممن صام رمضان وقامه إيماناً و احتسابا .