نحمد الله تبارك وتعالى أن فسح لنا في آجالنا و مد في أعمارنا حتى كنا غاب قوسين أو أدنى من هذه العشر المباركة ، النبي صلى الله عليه وسلم قال : "خيركم من طال عمره وحسن عمله "
فرصتنا ربما تكون الأخيرة في حياتنا فلنستثمرها ولا نتحراها فقط في الأوتار من هذه الليالي ونستأذن من الدنيا ونتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم بالاعتكاف فمن جربه مرة لم يتركه ولا مرة فحيا هلاً أن نشمر عن ساعة الجد ونفض غبار الكسل ولا نتكئ على جدار البطالة ونسعى في تطبيقها لو طبقتها مرة أصبحت من أهلها كما قال العلماء .
فتطبيق السنن لو مرة واحدة يكون الإنسان من أهلها إن كان له عذر أم لم يكن له عذر لكن أن طبقت السنة مرة أصبحت من أهلها.
فهذه الأيام والليالي الشريفة لا يقدر قدرها إلا من علم بالسنة وأراد أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم ـ فإنه أشرف الخلق وأعظم مسئولية تفرغ لعبادة ربه .
فكل واحد منا يستاذن من الدنيا سواءً اعتكف أم لم يعتكف فليبادر ويفصل نفسه عن الدنيا وسوف يولد من جديد " أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات " و "عِندَ الصَّباحِ يَحْمَدُ القَوْمُ السُّرَى" .