في زمن يَعْتَرِيه الاضطرابات والتحديات، وَانْغِمَاسٌ الشباب في ملذات الحياة، هناك نماذج رائعة من شباب العالم الإسلامي نِتَاجُ التربية الصالحة، وانعكاس لاهتمام أسرهم المسلمة المؤمنة بدورها في هذه الحياة الدنيا ، يظهر بين البشر أشخاص يتحدون الظروف بكل ثقة وإيمان، أتحدث عن الشيخ محمد الشماسنه، شاب في نهاية عقده الثالث من العمر يعيش بين غربة الأرض والبعد عن وطنه، ولكنه يتمتع بروح متجذرة في إيمانه وقيمه الدينية. يحمل في داخله نور القرآن الكريم الذي يقتدي به ويستلهم منه القوة والصبر
تابعته باهتمام وأنا أتردد خلال شهر الله المبارك "رمضان" على مسجد الجالية المسلمة في الينوي المسمى "icci" في إحدى الضواحي الكبرى من مدينة شيكاغو الأمريكية، هذا المسجد الذي يُعد قلعة من قلاع الإسلام وَقُوَّةُ نَاعِمَةٌ في بلد غير إسلامي ، ويقوم بدوره على أكمل وجه يديره أخوة أمنوا بقدراتهم، واطاعوا ربهم في الامتثال لأوامره – سبحانه وتعالى- حينما أمرنا في كتابة العزيز بقوله تعالى " ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ "
في تلك القلعة الإيمانية ، يقدم (الشماسنه) أنموذج للشاب المسلم المؤمن، فرغم كل التحديات التي تواجهه في بلاد الغربة، يظلُ متمسكا بعزيمته وإيمانه، وأهم ما يميزه هو حفظه القرآن الكريم عن ظهر قلب. إنه ليس مجرد حفظ ميكانيكي، بل هو تدبر وتفكير في معاني القرآن، وتطبيقها في حياته اليومية على الأقل فيما يظهر- أحسبه كذلك والله حسيبة-، مما يمنحه السلام الداخلي والثقة في النفس، أديت قيام الليل معه مساء البارحة وفي ليلة التاسع والعشرين، قدمنا لنا طبقا إيمانيا حدا التخمة، أدى القيام بروايات مختلفة، وبإيجاده تامة يجعل الحليم حيران قياسا بعمره
في شهر رمضان، يتألق هذا (الشاب) بإبداعاته في أمام المصلين، حيث يقدم تلاواته الرائعة التي تجسد جمال القرآن وعمق معانيه بينما يسمع المصلون صوته العذب وهو يتلو الآيات، يتملكهم الخشوع والتأمل في كلمات الله، ويجدون السكينة والطمأنينة في قلوبهم...
وجمال (الشماسنه) لا يقتصر فقط على تلاوته المذهلة، بل يتجاوز ذلك إلى حبه للقراءة والاطلاع على روائع الأدب والثقافة ،- على حدا ظني - يتقن قراءة الروايات المختلفة
هذا (الشاب) المثالي يمثل نموذج رائع للشباب المسلم الذي يجمع بين الدين والثقافة والإبداع إنه يثبت أن القوة والعزيمة لا تأتي فقط من القدرة على التحدي ومواجهة الصعاب، بل تأتي أيضا من قوة الإيمان والتمسك بالقيم الروحية والثقافية التي تغذي الروح والعقل.
فلاش :
في قصة (الشماسنه) الهام كبير ويظل رمزا للأمل والتفاؤل، فَهُوَ يُثْبِتُ أن الإيمان والعلم يمكن أن يكونا مصدرا للقوة والإلهام، وأنه يمكن للإنسان أن يحقق النجاح والتألق في أي مكان وزمان بإرادة صلبة وإيمان راسخ، وتأكد لي ذلك بجلاء عندما اقتربت منه فوجدت يَشِعَّ نُورًا فِي وَجْه ، وَيُجَسِّدُ التواضع بأسمى معانيه، مؤدبا، مستمعًا جيدًا، حديثه كتلاوته لكتاب الله مرتّب، ومنمّق، فسال الله له التوفيق والسداد والثبات، وَأَنْ يُكْثِرَ مِنْ أَمْثَالِهِ في الأمة، ويكون زخرا لدينه، وبلاده، وأمته، وَاعِدَةُ ثَرْوَةً واجب الحفاظ عليها ليكون عبرة لأقرانه في الأمة وملهم لهم ، هذا علمي وسلامتكم