يوجد مسجد صغير في حينا ، منذ طفولتنا وهذا المسجد يعني لنا الكثير ننظر له نظرة إجلال وإعجاب، رغم صغر حجمه!!
عشقنا هذا المسجد وأصبح من الرموز الجميلة التي نقشت في تاريخ قريتنا.
كان عمي -رحمه الله- يؤم المصلين فيه ؛ ويعلن الأذان بصوتهِ الحنون ؛ الذي أكتسى بنبرة تجعل القلوب تستمع للأذان قبل العقول، وكان يقضي معظم وقته في هذا المسجد.
عندما نبحث عنه نجده في مصلاه يقرأ في مصحفه الذي كان يضعه في حامل خشبي .
وتشرف عمي بأن وافته المنية ساجداً وهو يصلي الفجر في هذا المسجد، رحل وبقي صدى صوته يجول في جدران هذا المسجد، ورائحة دهن العود ما زالت عالقة بزواياه، عندما أصلي التراويح في المسجد ؛ وأجد المصاحف في الرفوف، يتبادر لذهني عمي وحبه لتلك المصاحف فقد كان يتعهدها حتى
لا تُهجر ويقرأ من كل مصحف ورد له.
فأرتبط حب هذا المسجد الصغير في قلوبنا بطفولتنا وبمن نحب؛ وأصبح جزء مهم في حياتنا.
فأصبح أبناء العائلة يشيدون منازلهم حوله ، ويهتمون بالعناية والإهتمام بنظافته وتعطيره وتبخيره وتوفير كل ما يلزم له بأنفسهم،
وكرمنا الله وأصبح مسجدنا مصلى للعيد ترى الأطفال قبل الكبار يتسابقون لأداء صلاة العيد بكل فرح وسرور.
يخرج أفراد العائلة مشياً ع الأقدام لا يبعدهم عن باب المسجد سوى خطوات معدودة . والنساء يستمعون لخطبة الإمام من منازلهن وهم يستشعرون عظمة تلك الشعيرة بقلوب تقية.
و حينما ينتهون من الصلاة ترى كل عائلة قد فتحت أبوابها لإستقبال المهنئين والمباركين بالعيد، وكل قائد أسرة يقول حياكم الفطور والقهوة وكل شيء جاهز أقلطوا تفضلوا والآخر يريد أن يفوز بشرف إستقبال المصلين .
والطفل يعزم قبل الكبير ، والفرحة تعم المكان في أجواء روحانية يعم فيها الإخاء والعطاء.
✍🏻هياء هديب الشهراني