تابعتُ بكل شغف الأعمال البطولية التي يقوم بها الزميل العزيز السيد عنتر، وأبناؤه الكرام من شباب "بيلا" الطيبة في كفر الشيخ المصرية الجميلة بأرواح أهلها ونخوتهم المعهودة ، فطوال شهر رمضان المبارك وهم يركضون خلف الخير الذي يرجونه من خالق الكون، بمساعدة خلقه في الأرض، قدموا أعمالًا جليلة، ثوابها عند الله عظيم، يأتي عليهم مغيب الشمس وهم في الطرقات يصطادون مرتاديها وسالكيها يقدمون لهم الإفطار. وهذا – ورب الكعبة- لعمل عظيم، كما جاء في قول المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم في حديث عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يُنْقَصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْءٌ". ثم جعلوا ختام عملهم بالمعايدة على الناس بالتمور والحلوى، ضاربين أروع المثل في الإيثار وحب الخير، ورغبة في العمل التطوعي.
ويقود العزيز "عنتر" هذا العمل الكبير طوال شهر الله الفضيل، وهو في منتصف العقد السابع من العمر، ويقاوم الم الإصابة المزمنة التي يعاني منها. ورغم ذلك، كان وجوده وإشرافه على هذه الكوكبة وقودًا لهم. أدعو الله أن يجزيه ويجزي أبناءه شباب بيلا بكفر الشيخ خير الجزاء.
وتعتبر مشاركة الرجل الكبير في السن في الأعمال التطوعية من الجوانب المهمة والقيمة في المجتمع، لأنه يحمل الخبرة والحكمة، وهو يمتلك تجارب حياتية مما يمكنه الإسهام بها في تلك الأعمال بتركيز وروية. فالخبرة قد تكون مفيدة في توجيه الآخرين وتقديم النصائح القيمة.
ووجود "عنتر" طوال شهر رمضان وفي صبيحة العيد في ميدان العمل التطوعي مثال حيّ للقدوة التي يحتذى بها جيل الشباب ، ومشاركته تعطي رسالة إيجابية عن قيمة العمل الجماعي والإسهام في تحسين المجتمع، إلى جانب تحفيز الآخرين، لأنه بهذا العمل يلهم الآخرين ، ويعد عمل الرجل الكبير في السن مثل "عنتر" في الأعمال التطوعية له أثر إيجابي كبير على المجتمع، حيث يساهم في تعزيز الروح الاجتماعية والتكافل بين أفراده.
فلاش :
في الختام، أتمنى أن تصل رسالة "عنتر" إلى أقرانه الذين قد استسلموا لتبعات التقدم في السن، أو للعوائق الاجتماعية والصحية التي أبعدتهم عن الأعمال التطوعية، حتى لو كان ذلك بالمشورة والرأي والتوجيه. أود هنا أن أعبر لزميلنا العزيز "عنتر" وأبنائه عن فائق التقدير والامتنان لكل جهد يقدمونه للصائم وعابر السبيل. تأكدوا أن مشاركتكم الفعّالة تعتبر مصدر إلهام وسعادة لنا جميعًا، وتفانيكم في خدمة المجتمع وتضحياتكم الكريمة تبرز القيم الأساسية التي تميزكم. إن تفاعلكم الإيجابي وعطاءكم السخي يجعل العالم أكثر إشراقًا ويثري حياة الآخرين بشكل لا يمكن وصفه بالكلمات. وهذا الإيثار يبدأ من "بيلا" في كفر الشيخ ثم بلادكم مصر الحبيبة، ويصل صداه إلى العالم أجمع.
نحن ندرك تمامًا الجهد والوقت الذي تستثمرونه في الأعمال التطوعية، ونود أن نؤكد لكم أنه لا يمر مرور الكرام. إن كل دقيقة تقضونها في خدمة الآخرين تمثل تقديرنا العميق واحترامنا الشديد، إضافة إلى ما عند الله لكم من خير الجزاء. هذا علمي وسلامتكم.