يشهدت مكة المكرمة خلال شهر رمضان المبارك هذا العام توافد أعداد كبيرة من المعتمرين من داخل المملكة وخارجها تجاوزت أعدادهم الملايين لأول مرة ، وساهمت التسهيلات المقدمة خاصة لمعتمري الخارج في ارتفاع الأعداد إلى هذا الحد ، بدأ من إجراءات الحصول على التأشيرة مرورا بتنوع خدمات الإسكان وتوفر وسائل النقل ، إضافة للفترة الزمنية التي يقضيها المعتمر داخل المملكة والتي تمكنه من قضاء شهر رمضان كاملا ، بعد أن كانت فترة العمرة محددة بخمسة عشر يوما .
أما معتمرو الداخل سواء كانوا من المواطنين أو المقيمين فحرصوا من جانبهم على أداء فريضتهم والعودة لمدنهم خلال فترة قصيرة لا تتجاوز اليومين ، فيما قضى البعض العشر الأواخر من الشهر الكريم بمكة المكرمة ليشهدوا ليلة ختم القرآن .
ولراحة معتمرو الخارج والداخل برزت مساهمة أبناء مكة المكرمة شيبا وشبابا وفتيات في تقديم خدماتهم لكل من قصد البيت الحرام ، من خلال المشاركة في الفرق التطوعية التي التحقوا بها لتقديم خدماتهم تطوعا دون أي مقابل في العديد من المجالات سواء كانت بمجال التغذية أو الخدمات الإسعافية أو الصحية أو الإرشادية ، فالكل عمل لهدف واحد وهو خدمة من قصد المسجد الحرام معتمرا كان أو مصليا .
وكما ساهم الشباب والفتيات في تقديم خدماتهم من خلال العديد من الفرق التطوعية ساهمت المؤسسات والجمعيات في القيام بدورها ، ومنها جمعية الإحسان والتكافل الاجتماعي بمكة المكرمة التي عملت كعادتها السنوية بتوزيع الوجبات في الأروقة ، والمسعى ، وصحن المطاف ، وداخل المسجد الحرام وساحاته ، إضافة للمساجد والمراكز ، وبرزت خيمة إحسان الرمضانية ، والتي تقدم وجبات إفطار صائم والماء ، والعصير ، والشاي والقهوة .
كما ساهم القادة والطلاب والطالبات الكشفيين بإدارة تعليم منطقة مكة المكرمة في تقديم خدماتهم من خلال مشاركتهم في خدمة قاصدي المسجد الحرام من المعتمرين والمصلين عبر مسارات الخدمات التطوعية ومركز بادر الكشفي للأعمال التطوعية بمشاركة نحو 900 كشاف وفتاه كشفية و 40 قائداً وقائدة كشفية
وبرزت جهودهم الإنسانية في خدمة قاصدي المسجد الحرام وروحهم للعمل التطوعي ، وأكدوا صدق انتمائهم الوطني بإظهار الصورة المشرقة لأبناء هذا الوطن .
والحديث عن الكشافة يأخذنا للحديث عن كشافة شباب مكة ، وكشافة الريادة التطوعي ، إضافة لكشافة حي المسفلة ، والأمل الصاعد لفتيات الكشافة ، وغيرها ممن الفرق الكشفية التي ترجمت أقوالها بأعمالها .
فيما أكدت الفرق التطوعية بمراكز الأحياء أن دورها في رمضان لا يقل عن نظيراتها فعملت من جانبها على دعم ومؤازرة الأسر الفقيرة والمتعففة ، وكانت لها بصماتها في تنظيم الأنشطة والفعاليات .
وختاما أقول إن جهود المتطوعين والمتطوعات خلال شهر رمضان المبارك داخل أروقة المسجد الحرام وخارجه ، والأعمال التي يؤدونها بالتعاون مع جميع القطاعات الحكومية يؤكد أن هناك جهودا مخلصة تبذل طمعاً في الأجر والمثوبة من رب العباد في الشهر الكريم .
فهنيئا لكل من قدم خدمة لمعتمر وسهر على راحة مصل ، وجسد قيم وثقافة المجتمع السعودي التي ينظر إليها المعتمرون والحجاج من كافة أقطار العالم .
للتواصل ahmad@
.s.a@hotmail.com