خيم الحزن مساء أمس الخميس الموافق ٩ شوال ١٤٤٥هـ، على مدينة الجشة بعد خبر موت أحد شبابها المحاسبين بجمعية الجشة الخيرية، الزميل "سعد بن محمد الصفار" رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
أخي وحبيبي "سعد"، رحمك الله. إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي الرب إنا لله وإنا إليه راجعون.
إنه والله لمصاب جلل! أن نفقد روحًا طيبة محبة للخير... ولقد كنت الزميل الصادق والمحبوب وصاحب الابتسامة الدائمة.
فيا أيتها الآلام والأحزان، هل يمكن لك أن تغادرينا في يوم من الأيام على فقد زميلنا وحبيبنا؟ وإن كنت أشك في ذلك..!! وكل زاوية من زوايا جمعيتنا جمعية الجشة ستذكرك وستذكر ماضيك العطر، فلربما أن إحدى مكاتب الجمعية هي التي ستذكرك طويلاً... كيف لا!! وهي التي دأبت أن تراك وأنت تقضي كل يوم فيها.
أيا قلب، اصبر واحتسب على فقد حبيبك. فإذا كنا شهداء الله في أرضه، فليس هناك أبلغ من شهادة دموع الذين ذرفوا الدمع على فقدك... ولربما لا يمكن لهم أن يتصور مرارة الحدث والواقع المؤلم... وقد لا يعي ما حوله من شدة الفاجعة ومالنا إلا الصبر والدمع الذي انحدر حزانًا وفراقًا على فقدك أخي وحبيبي سعد، رحمك الله.
ابشر وأنعم، فأنت قد انتقلت إلى جوار ربك سبحانه وتعالى... وعزاؤنا فيك هو أن آخر عهدك في هذه الحياة الفانية.
نسأل الله لك الجنة ونعيمها.
أخي وحبيبي سعد، رحمك الله، كلما تذكرتك وتذكرت تلك الابتسامة على محياك عصفت بي أمواج الحزن والألم على فقدك. فليس من السهل أن تفقد شخصًا عزيزًا بهذه البساطة، ولكنها حكمة الله وقضاؤه وقدره، فالإرادة لقضاء الله وقدره.
وإذا الأحزان قد بلغت منا ما بلغت ونحن الزملاء!! فكيف لي أن أقول لوالدتك وإخوانك وزوجتك وأبنائك.
اللهم يا حي يا قيوم، إن المصاب جلل والحزن عميق ولكن رحمتك أعظم وأعم.
اللهم يا حي يا قيوم، يا عزيز يا جبار، أجبر كسرنا على فراقه.
وفي النهاية، هذه رسالتي أقول لكم، يرعاكم الله، إنه لمن الواجب علينا أن لا ننكب على أحزاننا ونبكي بكاء الثكالى على فقد حبيبنا وأخينا، بل الواجب علينا أن نعبر عن حبنا لزميلنا بالدعاء الصادق له من القلب في صلاتنا وسجودنا وكل وقت للإجابة، وكذلك المساهمة بمشاريع خيرية لفقيدنا وحبيبنا رحمه الله تعالى.
رسالة أخرى لوالدته وإخوانه وزوجته وأبنائه، أقول لهم: ابشروا، فإن الله سبحانه وتعالى سيعوضكم خيراً بصبركم على فراق ابنكم .