بسم الله الرحمن الرحيم
بمناسبة إتمام حفيدتي (ميار) حفظ كتاب الله تعالى لهذا العام ١٤٤٥ هجرية،،
اذكر بعض الصور التي أتذكرها ومنذ ما يقارب (٦٨) عاما مضت للاحتفال بمن حفظ أو حفظة أجزاء من القران الكريم ويسمى
(الصورافة) أو صرافة (بضم الصاد) فتجتمع المدعوات في مقر (كتاب الشيخة) وهي مجموعة كتاتيب في المدينة المنورة ومنتشرة بين الإحياء،،
وقد تشرفت بالمشاركة بالحضور مع والدتي أطال الله في عمرها وأنا في عمر الخامسة قد تزيد أو تنقص قليلا وكان التجمع والاحتفال فى (كتاب الشيخة فاطمه خليل) -رحمها الله- وأسكنها فسيح جناته
وكان ذلك فى حارة الاغوات شرق المسجد النبوي الشريف، ولصغر سني فى تلك المناسبة ذكرت لي والدتي بعضا من تفاصيل ذلك الحفل وفقراته الجميلة،
تجتمع المدعوات فى مقر الاحتفال بتواجد المحتفى بها او بهن ان كنا مجموعة حافظات، ويبداء الاحتفال بتلاوة آيات الذكر الحكيم من قبل المحتفى بها وبعد ذلك تتابع ذكر ادعية ختم القران الكريم وقد يشاركنها بعض الحافظات وبعدهن تلقي المعلمه (شيخة الكتاب) كلمة ترحيبية بالحاضرات وتثنى على اهالي المحتفى بهن لبذلهن الجهود حتى اتمو الحافظات حفظهن سواء اجزاء او القران بكامله،، وبعد ذلك يتم تقليد الحافظة او الحافظات عقود من الورد المديني المجهز سابقا على اعناقهن ويتم توزيع الهدايا وﺍلحلويات لهن كذلك يتم توزيع الورود والتمور من نوع (الحلوة الحمراء) وتسمى الزهو اضافة الى انواع من النعناع المديني بأنواعه المتعددة وﺍلحلويات المتنوعة وقد شاركنا بعض المدعوات باحضار بعض من الهدايا المتنوعة احتفاء بالحافظات فى تلك الحقبة الجميلة من حياتنا وكل ذلك يوضع فى اواني دائريه تسمى التباسي ويطلق عليها بعد تجهيزها (تخشيشة) لتوزع على الحاضرات فى الحفل المبارك من قبل بعض الفتيات المشاركات فى حفل الصرافة،،
احتفالات من المحبة والسعادة والفرحة على محياهن جميعا الحافظات المحتفى بهن وامهاتهن ومعلمتهن (شيخة الكتاب)
والمدعوات من القريبات والجيران والمعارف، سعادة من الصعب وصفها لجمالها ومشاركة الفرحة من جميع من حضرن مما يحفز الأخريات الاهتمام والحفظ لتقام لهن مناسبات فرح أخرى أسوة بمن سبقهن من الحافظات،
وعلى قل ما في يدي المجتمع وتواضع الدخل المادي في تلك الأيام الخوالي ولكن القلوب معمرة بالإيمان وبالقناعة والحب والتكافل الاجتماعي من جميع الأعراق والألوان الف الله بين القلوب وزرع فيها القناعة والتواضع والتسامح،، وبعض الأسر يقدمن الأطعمة من طبيخهن في البيوت وإحضاره لمقر الحفل،،
ولا أذكر خلال حضوري في ذلك الاحتفال لصغر سني سوى اللحظات الأخيرة وعند نهاية الأحفال وعند بوابة الخروج من المبنى وبسبب عدم السماح للأولاد التواجد بين الفتيات فقط استفدت من حضوري بكم وافر من ﺍلحلويات وحبات من الزهو الأحمر الذي وضع في جيبي والقليل من الورد المديني وعلامة من القماش الملون على كتفي كعلامة مميزة بحكم حضوري المناسبة الجميلة لاسعادي و-بالفعل- سعدت ورجعت مع والدتي الى المنزل وانا فى منتهى الفرحة والسرور والسعادة لحضوري ولأول وآخره مره فى حياتي مناسبه تسمى (الصرافة)
وكذلك عند الرجال تقام الاحتفالات لمن حفظ جزء او القران كاملا وتختلف اقامة المناسبة من اسره لأخرى البعض يختصرها على الاقرباء فقط والبعض يشارك الجيران والاصدقاء وقد تذبح ذبيحه بمناسبة الاحتفال والبعض يستأجر مزرعة (بلاد) ليقيم فيها الاحتفال لابنه الحافظ وتختلف الفعاليات عند الرجال عنها عند النساء ، والحمدالله رب العالمين.