يعتبر العالم الأمريكي فرانك برسن أول من فكر في التوجيه المهني من خلال كتابه الصادر عام 1908م تحت عنوان “ اختيار المهنة " والذي بناه على أساسين مهمين.
الأول : إحصاء المهن الموجودة في المجتمع ووضع مواصفات لها.
الثاني : معرفة قدرات واستعدادات الفرد ومدى ملاءمته للوظيفة المتقدم لها.
ولضمان نتائج علمية جيدة طبق فرانك اختبارا على عشرين شابا تقدموا لوظيفتين ميكانيكيتين ، وعندما طبق الاختبار عليهم أظهرت النتائج أن اثنين منهم فقط صالحين لهاتين الوظيفتين والباقين استبعدوا " .
فيما اعتبر مدير الأبحاث في الجمعية القومية للجامعات وأصحاب العمل الأميركية (NACE) إدوين دبليو كوك أن علاقة التواصل بين طالبي وأصحاب العمل هي من يقود للأفضل ويبرز ذلك بقوله : “يجد العديد من الطلاب انه من المريح أكثر لهم البحث دون الكشف عن هويتهم، أما الجانب السيء لذلك، فهو انه أصبح أكثر صعوبة على أصحاب العمل الحكم على الطالب المرشح لإشغال وظيفة معينة. فلا يزال أصحاب العمل هنا في الولايات المتحدة يعتمدون بدرجة كبيرة على التواصل المباشر وجهاً لوجه. وقد أظهرت الاستطلاعات التي قمنا بها أن الطلاب الذين حصلوا على وظائف خلال فترة أقصر كانوا أولئك الذين جمعوا بين البحث على الإنترنت والاجتماعات المباشرة مع أصحاب العمل.”
وان كان أدوين دبليو أدخل التواصل بين الباحثين عن العمل وأصحاب العمل سواء كان ذلك عبر الانترنت أو الاجتماعات كعامل هام وضروري للوصول إلى ألفة بين الطلاب وأصحاب العمل قبل الانخراط في العمل.
فإن ريتشارد إن بولز مؤلف كتاب ما هو لون مِظلّتك؟ الذي أعيدت طباعته 10 مرات خلال السنوات الثلاثين الأخيرة، وتمت ترجمته إلى أكثر من 20 لغة اعتبر أن طريقة اختيار الشباب لمهنتهم تختلف اختلافا كبيرا باختلاف البلدان.
غير أن عماد الحاج اختلف عن الكثيرين فاعتبر أن مقولة الرجل المناسب في المكان المناسب تعني أن “ مهارة القيادة في المراكز الوظيفية ذات الإشراف الواسع تكون خاصية القيادة.. والقدرة على التعامل مع أصناف البشر المختلفة.. والقدرة على اتخاذ القرار.. واحتواء المشاكل.. والسيطرة.. وهي من الصفات الأساسية التي تحتاجها هذه الوظائف “
ويؤكد عماد الحاج على ضرورة أن يتمتع الإداري القائد بالصدق والأمانة والمبادرة والإبداع خاصة بالمؤسسات الخاصة التي تعتمد على التجديد والابتكار والخدمة.
وبين ما أشار إليه عماد الحاج وغيره فإن العمل تحت الضغوط النفسية لا يؤدي إلى الانجاز المنشود بشكل جيد حتى وان منحت المؤسسة الموظفين مميزات مغرية أو ساعات عمل إضافية فالموظف بحاجة إلى الأجواء الصحية نفسيا لاسترداد ما يفقده من طاقة أثناء العمل والتفكير بشكل جيد فانه بحاجة أيضا إلى قيادي متمكن تتوفر فيه معايير الرجل المناسب في المكان المناسب التي تميزه عن غيره ومن أبرزها :
1 الصدق والصراحة منذ الوهلة الأولى.
2 أن يكون تقيا ونقيا وورعا يخاف الله ويخشاه في السر والعلن.
3 الحكمة والمقدرة على فض المنازعات.
4 الحرص على الاهتمام بمظهره والقدرة على الاستجابة للمواقف الطارئة.
5 الابتعاد عن الأنا والاعتراف بعطاءات من سبقوه.
6 السعي لبناء علاقات جيدة داخل المجتمع.
7 المساواة بين الجميع وتغليب المصلحة العامة على الخاصة.
8 تحكيم العقل والبعد عن الغرور.
وان كنت اتفق مع هذه المعايير فلابد للقائد الإداري أن يتذكر دوما بأن المنصب زائل فمن كان بالأمس مكانه غادر وغدا سيأتي من يحل مكانه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل :
ashalabi1380@
ahmad.s.a@hotmail.com