بسم الله الرحمن الرحيم
يوم عرفه يوم مشهود لكل المسلمين فى انحاء العالم الإسلامي ، وفى المدينة المنورة كنا نحتفل بهذا اليوم المشهود منذ الصباح مع العلم بصيام كبار السن والشباب لمن استطاع ورغب فى كسب الأجر والثواب من الله تعالى مع تلاوة ماتيسر من القران الكريم خاصة من بعد صلاة العصر الى قرب اذآن المغرب ، مع الاستمرار فى الدعاء ورفع اكف الضراعة الى الله بتيسير مناسك الحج للحجاج ، وتقبل دعاء وصالح اعمال لمن لم يكن من الحجاج
والأهالي فى طيبه الطيبة فى غالبيتهم يستعدون مع اطفالهم بالملابس الجديدة والخاصة بعيد الأضحى المبارك للذهاب الى المسجد النبوي الشريف لصلاة العصر والمكوث الى نهاية صلاة المغرب وذلك لقضاء الوقت المبارك داخل اروقة المسجد النبوي بتلاوة ماتيسر من كتاب الله جل فى علاه وعند قرب اذان المغرب يستمر الجميع بالدعاء ـ والبعض يتابع الإذاعة والتلفزيون لمشاهدة نفرة الحجاج من مشعر عرفات الى مزدلفة للمبيت ومن بعد ذلك تُكتمَل مناسك الحج بجمع الجمرات لرمي شاخص الشيطان فى مشعر منى العقبة الكبرى ثم الوسطى واخيرا الصغرى.
وتتم المناسك صبيحة العيد بالذبح والتواجد فى منى لايام التشريق مع رمي الجمرات وبعد ذلك الاتجاه الى مكة المكرمة لطواف الإفاضة والوداع بحسب ما قام به الحاج سواء كان قارنا او متمتعا او مُفرداً.. وتبقى الصورة فى المدينة المنورة حيث يعود الاهالي الى منازلهم بعد صلاة المغرب للتجهز لصلاة العيد اضافة الى تجهيز ما يلزم لخروف العيد الذى سبق شراؤه من قبل رب الاسرة. ومن المشاهد الباقية في الذاكرة منظر الرجل الذي يحمل جهاز شحذ السكاكين والسواطير التي يتم استخدامها في ذبح الخروف وتقطيعه وكنا نسمعه وهو متجه الى الاحياء يطوف وبصوت عالي يقول (سين سكاكين )فنتجه اليه حاملين ما نرغب ان يُجدد حدتها ليتم استخدامها بسهولة ونحن نراقب عمله باستخدام الحجر الخاص بمهمته والشرار يتطاير من الحجر وكنا سعداء بهذه المشاهد التي نتابعها سنوياً قرب عيد الاضحى المبارك.
والاطفال اكثر سعادة بوجود خروف العيد بينهم ويستقبلونه بفرحة عارمه ويجهزون له الطعام والماء والموقع المناسب دون تفكيرهم بأن ضيفهم سيفتقدونه بعد ذبحه صباح يوم العيد .
وبالفعل يحضر (الجزار )او من يستطيع القيام بمهمة الذبح من داخل الأسرة ، وبمجرد إحضار الخروف والتجهيز لذبحه تبدأ عملية البكاء والاحتجاج ومحاولة منع ذبح خروفهم الذي اسعدهم بصداقته لعدة ايام او ساعات وقد تكون هذه ظاهره لجميع الاطفال في العالم الاسلامي .
وقد شاهدنا بعض مقاطع الفيديو لهم والغريب ان بعض اطفال الاسره يرفضون أكل لحم الخروف (الأضحيه)إحتجاجا على ذبحه وبعد فتره من الزمن تعود الامور الى طبيعتها ويأكلوا منها ، وبعد الذبح يُقَّسم الخروف ما بين خاص للأسره والتوزيع على الجيران والاصدقاء والفقراء حسب الامكانيه ويتبادل الجيران هدايا اضاحيهم بينهم بعد ذبح خرافهم.
كما يقوم بعض الاهالي بإستئجار بلاد(مزرعه)لقضاء ايام العيد مع اسرهم ، وتجهيز الحجاج من الاسر والعوائل قبل سفرهم للحج بمعمول التمر الذي تم تجهيزه وخبزه من قبل ربات المنازل ،اضافة الى الخبز والفطائر والكيك والكعك و النواشف (جبن - زيتون - حلوى طحينية) ، وشراء المكسرات المتنوعه كنا نسميها (حاجه) وكل ذلك للمساهمه فى تسهيل وتيسير الامور للمسافر لقضاء فريضة الحج.
وعند عودة الحجيج يصطحبون معهم هدايا متكونة من (عبوات ماء زمزم المحفوظة في علب صغيرة من الصفيح المعدني يقوم بصناعتها (السمكري) كما يتم احضار بعض المكسرات وهدايا للاطفال من ضمنها الالعاب والنواظير الصغيرة التي يُشاهد من خلالها صور مصغرة ومتنوعة للمشاعر المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والكثير من الهدايا التذكارية المتنوعة للصغار والكبار خاصةً لحجاج بيت الله الحرام ليتم شراءها واصطحابها الى بلدانهم للذكريات بالايام السعيدة التي قضوها في ربوع الاراضي المقدسة،
ونسأل الله تعالى ان يتقبل من الجميع طاعاتهم ويغفر ذنوبهم ويتقبل حج الحجاج ، ويجعله (حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً)مع اجمل الأمنيات لكل من لم يحج سابقا من داخل السعودية او خارجها ، أسأل الله العلي القدير ان يكتبهم من حجاج الاعوام القادمة