حينما طلب مني رئيس التحرير الأستاذ محمد برناوي ، الكتابة عن ذكرياتي الصحفية في الحج ، عادت بي الذاكرة لأيام غدت وسنين مضت ، تذكرت فيها بداياتي الصحفية الأولى داخل أروقة جريدة النـدوة ، خاصة في موسم الحج حيث تكون شوارع وطرقات مكة المكرمة مزدحمة ، وكصحفي عليك أن تتحرك باي وسيلة لتصل إلى الموقع وتصور وتكتب الحبر ثم تعود للصحيفة . وكما تذكرت تلك الأيام تذكرت أيام الحج حينما كانت كل صحيفة ترسل بعثتها إلى المشاعر المقدسة لتغطية الأحداث .
وتشرفت أن كانت بداياتي عضوا ببعثة جريدة النـدوة في الحج لسنوات ، ثم رئيسا لها لسنوات أخرى ، وكنا نقيم في منى منذ اليوم السادس من ذي الحجة تارة في مخيم إمارة منطقة مكة المكرمة ، وتارة في أحد مراكز الدفاع المدني ، وتارة في مبنى الاتصالات السعودية ، ومعنا جهاز فاكس وجهاز تلفون فقط .
وفي اليوم التاسع من ذي الحجة نتوجه مع ساعات الفجر الأولى من مقرنا في منى إلى عرفات مستخدمين أي وسيلة نقل توصلنا إليها ، وحال وصولنا كنا ننتشر بين الوزارات باحثين عن الأخبار ومجرين اللقاءات مع مسؤوليها والحجاج ، وقبل تحرك الحجاج صوب مزدلفه نكون قد ودعنا عرفات ووصلنا إلى مقرنا في منى ليبدأ كل منا في تدوين مالديه من أخبار وتفريغ الأشرطة لإرسال اللقاءات الصحفية التي أجراها .
أيام كنا نعيش فيها صعوبة حقيقية فلا هواتف نقالة نصور بها أو نتحدث بها ، وكنا نصور بكاميراتنا وأحيانا مع المصورين علي العنهمي ، وعلي حرازي ـ رحمهم الله ـ ، وكل منا يسلمهم الفيلم الذي لديه ليذهبوا به إلى مقر الجريدة في مكة المكرمة للتحميض والطبع .
عشنا أياما صعبة مع الصحافة الورقية ، لكنها كانت ولله الحمد أياما جميلة تعلمنا فيها العمل الصحفي بشكل جيد وصحيح ، وتعلمنا فيها الصبر والجد والمثابرة .
[caption id="attachment_269800" align="aligncenter" width="400"] مع وزير الصحةفي فيصل الحجيلان - يرحمه الله - في عرفات[/caption]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل:
ashalabi1380@
ahmad.s.a@hotmail.com