منذُ الوهلة الأولى، التي غرد بها هاتفي الجوال منبهاً عن رسالة نصية تُفيد بضرورة الاستعداد والإعداد تلكم المُنى بدأت تتحقق.
ها نحنُ ذا بين مصدقٍ ومُكذِب.
هل سأقضي فريضة الحج أخيرا؟
هل سأكمل ركن الإسلام الخامس؟
وهل سأستطِع؟
بل هل سيسمح لي ( سُكري) المتفاوت بين الصعود والهبوط بأن أتِم فرضي؟
حجزت موعدي لأقابل طبيبي المميز في مركز صحي المعلمين بالأحساء الدكتور ( محمد المعني)، أخبرته أني مغادراً للحج بإذن الله تعالى مع زوجتي.
أبدى اهتمامه الكبير، وبارك لي هذا الشرف العظيم الذي تكرم به ربي سبحانه وهيأ لنا سُبُلَ الذهاب إلى المشاعر المقدسة.
بعد فحوصات وتحاليل، وجهني وأوصاني على صحتي خيراً، وصرف لي أدويتي التي من شأنها أن تكُن خير معين على ( سكري) وهنا انتهت أولى المحطات وقد حطّت الطمأنينة على قلبي ( نعم وبإذن الله تعالى استطيع) فعلي الالتزام فقط بتوجيهات طبيبي.
غادرنا الأحساء إلى مكة ( انا وزوجي) ونحن نتسائل هل صحيحٌ أننا سنقضي فريضة الحج؟
أم أننا لا زلنا على فراشنا نائمين؟
وهل ما نراه حقٌ أم انا لا نزال نتقلب وسط أحلامنا؟
وفور وصولنا الميقات
هناك فقط صدقنا ما نراه
نعم نحن في علمٍ ويقين.
لقد رأينا جهود رجال الأمن وحرصهم الشديد وأبهجنا سؤالهم عن صحتنا وراحتنا.
سعدنا كثيرا من جهود ( تنمية القويعية) وكشافتها وما قدموه من خدمة لضيوف الرحمن، وقد لامست هداياهم قلوبنا بكيسٍ حوى إحرام ومظلة عنوانه أنا نحبكم.
وقبلهم شهدنا جهود ( أمانة الرياض) في خيمتهم العريقة بخدماتها العظيمة ومعرضها الجليل والذي كانت رسالتهم تحمل الصحة والسلامة.
وما إن قضينا مناسكنا وأتممنا عمرتنا متمتعين غدونا تحت إشراف مشرف الباص ( الاستاذ يوسف الحنوش) الذي لم يمل من خدمتنا، وأصر على أن يكُن خير رفيقاً للسفر، بل إنه لخير مُعينٍ لنا.
إلى مخيمنا في مِنى وهاهم رجالات ( حملة الراجحي) في استقبالنا وأولئكم المتطوعين في خدمتنا حملونا على أكتاف الراحة وبعد أن أحللنا إحرامنا هاهي تلكم العيادة في استقبالي وطبيبها يسألني عن صحتي وسكري تحديداً ليضعني تحت المتابعة الطبية.
ما تم تقديمه لنا منذُ قدومنا إلى ( مِنى) من قبل ( حملة الراجحي) أمر يستحق الإشادة نسأل الله القدير أن يجعل ذلك في ميزان حسنات القائمين على الحملة من رجالات دفعوا وقتهم وجهدهم لأجلنا خدمة لضيوف الرحمن.
بقلم | عضو مجلس إدارة صحيفة #شاهد_الآن الإلكترونية و عضو هيئة الصحفيين السعوديين بالأحساء .
أ. يوسف خالد بن محمد الراجح.