حقيقة لا ينكرها إلا جاهل...
إننا في هذا البلد العظيم وتحت قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - ووفقهما لما يحب ويرضى ورزقهما البطانة الصالحة.
اخترت لكم هذه العبارات أكتبها وانا في انتظار دخول خطيب يوم العرفة، لأنقل لكم من الميدان شيء مما لمسناه .
أتى رجال الأمن البواسل من شتى أرجاء وطننا العظيم ليلتقوا هنا في المشاعر المقدسة، وهم يرفعون شعارهم ( نحن خُدّام الحرم )، مؤكدين في الوقت ذاته مقولة معالي وزير الصحة حين لقاءه أحد الحجاج حينما قال له : ملكنا خادم الحرمين الشريفين
ونحن : خُدّام ضيوف الرحمن
حقيقة رأيتهمُ عياناً وأنا أحد من حظي بشرف عظيم فأتيت حاجاً هذا العام بفضل الله تعالى ثم حملة الراجحي الخيرية.
فقد اجتمعنا نحن الحجاج في خيمنا وأمام التكييف بينما بذل رجال الأمن جهوداً عظيمة في قيادة حشود الحجاج وتنظيم تفويجهم.
فتحية إجلال واحترام وتقدير لما يقدمه كل من غادر من منزله لخدمة ضيوف الرحمن من جميع القطاعات الحكومية والعسكرية والصحية والكشفية.
- منظر علوي
تحت وطئة الشمس الحارقة يقوم أحد رجال الأمن بالإمساك بعلبة ماء ليرشها على الحجاج، وقد أعياه التعب، وقوف واستلام تحت شمس لا ترحم من تحتها وذلكم الجندي لا يفكر إلا بسلامة الحجاج ونجاح خطة التفويج، فذلكم حاج يأتي من بعيد، قد أحس ببرودة رذاذ الماء، التفت ليرى ذلكم الجندي يرش الماء على الحجاج، سلّم عليه وحياه ودعا له بكل خير.
ابتسم ذلكم الجندي العظيم وقبل رأس الحاج قائلاً : نحن خدامكم، لا نريد الا الدعاء.
- لفتة إنسان
في منظر لايمكن اجتيازه، لاحقت كاميرا شاهد الآن وعبر أحد أبطالها في الميدان، قائداً كشفي يتجول بين الحجاج ممسكة بمظلته تحت لهيب الشمس، وها هو يرى حاجاً قد أعياه التعب واقفاً مستظلاً عند أحد الأركان.
يعود ذلكم القائد إلى الحاج ليهديه مظلته،وبعد إلحاح شديد يقبل الحاج من الكشاف هديته، ليتم ذلك القائد طريقة، وهناك تلتقطه كاميرا مصورنا يلتقط كرتوناً من الأرض يحمي به نفسه من حرارة شمس حارقة.
- صناعة البهجة
في حملة الراجحي الخيرية، وبين جنباتها عمل قياديي تلكم الحملة مأجورين على أن يزرعوا البهجة على الحجاج، فهم أعرف الناس بما يعانيه الحجاج من التعب الشديد، فصنعوا لهم البرامج والمسابقات.
بل عملوا جاهدين على أن يكن بين الحجيج تقارب مكاني وتنافس إنساني، فالكلُ للكُلْ، ولا كلَلَ ولا ملل، وهكذا يصنعون البهجة على الحجاج حتى ينسوا لهيب الشمس وينسون التعب الشديد.
بل إني أرى أن أعظم بهجة صنعها القائمون على حملة الراجحي الخيرية، هو قيامهم بتحمل تكاليف الحج عن الحُجاج ونقلهم من كل مكان داخل المملكة إلى مكة المكرمة حتى يقضوا حجهم، فلا يتحمل الحاج أي تكلفة مالية سوى قيمة الهدي.
فجزاهم الله خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسنات الشيخ سليمان الراجحي - رحمه الله - والذي قد أشرك في أوقافه كل العامل عليها وفيها.
- لقطة خِتام
تتعرض دولتنا وقيادتنا الحكيمة - حفظها الله - لهجمات ممنهجة أنما القصدُ منها زعزعة الأمن الداخلي، بل زعزعة العلاقة المتينة بين المواطن والحاكم.
وما ذلك إلا لما حظيت به دولتنا من تقدم ورقي وفق خطة مرسومة ورؤية ناجحة بفضل الله تعالى.
لذا علينا أن نكون خير مُعين ونقف وقفة دفاع كل بحسبِ قدرته واستطاعته وما يملك من قدرات ومواهب وهوايات.
ولنكن خير من يمثل دولتنا، بل خير مدافع عن أرضنا، ولنزرع اليوم بهجة أجيال.
بقلم | عضو مجلس إدارة صحيفة #شاهد_الآن الإلكترونية و عضو هيئة الصحفيين السعوديين بالأحساء .
أ. يوسف خالد بن محمد الراجح.