لا يختلف اثنان من ضيوف الرحمن عند قيامهم بزيارة الأراضي المقدسة في المملكة العربية السعودية، سواء للحج أو للعمرة أو الزيارة والسياحة، بما شاهدوه من خدمات متطورة عامًا بعد آخر في جميع المواقع والمشاعر المقدسة، والتي صممت من الأساس لخدمتهم وراحتهم بدون مقابل، ليعودوا إلى أوطانهم فرحين وسعداء بما أنعم الله عليهم بالزيارة الميمونة، والتي لم يواجهوا ما يعكر صفوها من حين وصولهم حتى مغادرتهم بسلامة الله إلى أوطانهم. ووسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية خير شاهد بنقل الصور المباشرة من أرض الحدث إلى العالم منذ وصول ضيوف الرحمن وخلال تنقلاتهم بين الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والمناطق الأثرية والسياحية.
وقد بذلت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظه الله كل ما يخدم ضيوف الرحمن والزائرين والمواطنين والمقيمين على جميع الأصعدة البرية والبحرية والجوية لتيسير سبل التنقل والاستمتاع بالرحلات وتوفير الوقت والمال والوصول إلى الهدف المنشود بأسرع وأسهل ما يمكن.
ومع كل ما بُذِل ولا زال يُبذَل لسعادة وراحة جميع المستفيدين من داخل وخارج المملكة، تظهر علينا بعض الأصوات النشاز والحاقدة الحاسدة والمتربصة للتقليل من الإنجازات التي قدمت والتطور الواضح للجميع عامًا بعد عام.
وفي الحقيقة، إننا في السعودية حكامًا ومواطنين تعودنا على هذه الظاهرة المملة الحاسدة الحاقدة منذ أكثر من سبعة عقود مضت، وقد أسس موحد الجزيرة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وأبناؤه من بعده فينا الجد والاجتهاد والعمل لتقديم كل ما يمكن لاستقبال وخدمة ضيوف الرحمن حتى مغادرتهم إلى أوطانهم.
وقد أُسست مكاتب خدمات الحجاج في مكة المكرمة، واختير من المواطنين مطوفون في مكة المكرمة وأدلاء في المدينة المنورة لخدمة الحجاج والمعتمرين من حين وصولهم حتى مغادرتهم. وقد تم تأسيس مكاتب منذ عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وتطورت إلى مؤسسات ثم شركات خاصة لخدمة ضيوف الرحمن في مكة المكرمة والمدينة المنورة ومحافظة جدة عبر عهود أبنائه رحمهم الله إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله ورعاهم.
والأنظمة والقوانين التي وُضعت لتنظيم الحج والحجاج واضحة وسهلة لمن اتبعها، ومن يخالفها ستتم محاسبته نظاميًا وإبعاده إلى بلده لكي يسلم ضيوف الرحمن من الفوضويين المسببين للزحام والمشاكل الأمنية. وقد جندت الدولة حفظها الله الآلاف من موظفي الدوائر الحكومية (المدنية والعسكرية والأمنية والمؤسسات والشركات) ذات العلاقة بمواسم الحج والعمرة. وكما ذكرنا، الحاسدون والمتربصون لا يهنأ لهم بال بسبب ما يشاهدونه من نجاح وتميز الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن بجميع شرائحهم وأعراقهم وألوانهم تحت شعار (حج آمن مبرور وسعي مشكور). وكم واجهت دولتنا الفتية المحفوظة بفضل من الله ورعايته مؤامرات عديدة لإفشال خطط تنظيم الحج والعمرة، ومع ذلك نجحت في إحباطها وتجاوزها جميعها بفضل من الله ونصره. ومن خطط وحاول تنفيذ أو نفذ ذهبوا إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليهم سواء قادة أو عملاء، وبقيت المملكة العربية السعودية وراية التوحيد خفاقة (لا إله إلا الله محمد رسول الله).
ومن يدَّعون ويطالبون بعدم تخصيص تصاريح للحج سواء من الداخل أو الخارج هدفهم الفوضى والاستغلال، ومن حضر إلى السعودية بتأشيرة زيارة أو سياحة ولم يغادر بعد نهاية مدة تأشيرته بهدف التخلف ومحاولة الدخول إلى المشاعر المقدسة بهدف الحج بدون تصريح في مخالفة صريحة للأنظمة والقوانين، يتم القبض عليهم وإبعادهم إلى أوطانهم من قبل السلطات الأمنية. ولن يغير في الأنظمة من يهاجمون السعودية من خلال إعلامهم المأجور وصحافتهم الصفراء ومنابرهم المشبوهة. النظام يُطبق تحت شعار (لا حج بلا تصريح).
حفظ الله المملكة العربية السعودية وحكامها وشعبها، وأهلًا وسهلًا بضيوف الرحمن تحت شعار (خدمة الحاج شرف لنا وواجب علينا). ندعو الله جل في علاه أن يتقبل من الحجاج وييسر أمورهم ويعودوا إلى ديارهم سالمين بعد حج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور بإذن الله تعالى. وكل عام وأنتم بخير وحفظ من المولى العلي القدير.