إذا كنتمْ تعتقدونَ أنَ الدكتور مصطفى محمد نور كان شخصا عاديا فأنتم مخطئون كيف يكون كذلك وهو من كان يهتم بشؤون الحي يتابع كل الأمور التي من شأنها أن تخدم كافة الشرائح داخل الحي رجالا ، ونساء ، وشبابًا ، وأطفالا ، كان يقف مع الجميع يهتم بظروفهم كان محفزًا للآخرين يحاول أن يساعد الحالمين في تحقيق حلمهم ، كان ينافس إلى تقديم العطاء ومساعدة الغير بالخير ، كان – عليه رحمة الله - لا يترك عمل خيريٍ إلا ويسعى أن يشارك فيه بالمال ، أو الفكر ، أو الرأي
أَقُولُهَا وَكُلِّي أَلَم وَحُزْن بأن المجتمع فقد رجل عظيم مهما سطرنا في وصف خلقه وتحدثنا عن جمال تواضعه وعبرنا عن كريم عطائه تبقى الكلمات عاجزة عن الوصف الدقيق الذي يستحقه
لا أخفيكم سرًا كنت أتباهى به في بعض المجالس والمناسبات عندما يذكر اسمه كنت أقولها مبتهجًا ومسرورًا (هذا قريبي) في الحقيقة هو قريب من الكل بالتعامل والابتسامة الجميلة والأخلاق الفاضلة
(على فكرة) هو أول من جعلني أقف أمام "المايك" لأقدم حفلا خطابيًا كان ذلك في حفل معايدة أهالي الحي لعام ١٤٢٨ ه عندما طلب مني تقديم الحفل اعتذرت وقتها وبشدة لعدم استعدادي في ذلك الوقت إلا أنه أصر على ولا أنسى حين قال لي : (ما في غيرك) ، كانت بنبرة القائد الذي يتراءى له ما خلف تلك الليلة و-بالفعل- كانت هي نقطة انطلاقي لتقديم الحفلات الخطابية فيما بعد ، وسر نجاحي
أخي (مصطفى) -أيها الراحل إلى جوار ربه- ، اعلم أنك لا تقرأ كلماتي هذه ولكن امل ان تصلك دعواتي ، اسال الله ان يتغمدك بواسع رحمته ويسكنك فسيح جناته وانا نلقاك في أعلى درجات الجنة "أنا لله وأنا اليه راجعون"
السطر الأخير .....
دعوني وقبل أن أغلق السطر الأخير أقولها لكم -بكل صراحة- ربما يصعب علينا أن نكون كما كان عليه الدكتور (مصطفى) ولكن علينا على أقل تقدير أن نكمل ما كان يسير عليه من إسهامات في المجتمع وأن نتحلى بالصبر والحلم والخلق كما كان ونحن نكمل المسيرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*ناشط اجتماعي ومقدم حفلات