نحن مقبلون على عام دراسي أعد له أولياء أمور الطلاب والطالبات العدة طمعاً في تحصيل أبنائهم أعلى الدرجات والارتفاع بهم قال تعالى { يَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَٰتٖۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ} ، ولا شك أن العلم فُهُوَ أَعَزُّ مَطْلُوبٍ وَأَشْرَفُ مَرْغُوب، تَسَابَقَ الْفُضَلاءُ لِطَلَبِهِ، وَتَنَافَسَ الأذْكِياءُ لِتَحْصِيلِهِ.
ومما يعين على الاجتهاد وتفوق الطلاب والطالبات قيام الأسرة بواجبها تجاه أولادها:
أيها الأباء ، انَّ أولادكم امانة فالأسرة هي الأصل في حث الأولاد على الجد والاجتهاد في الدراسة و التحصيل ، بل هناك أمر آخر أوجب من هذا وهو حفظُ دينِهم وخُلُقِهم فكلُّ فسادٍ او فشل يقعُ فيه الولدُ بسبب تقصيرِ والدِيه في رعايته؛ قال النبيُّ ﷺ : "الرجلُ راعٍ على أهل بيتِه وهو مسؤولٌ عنهم" . متفق عليه.
واليكم هذه الوصايا المهمة نقدمها ، نسأل الله أن يوفق الأبناء من الطلاب والطالبات لكل خير نافع :-
- الوصية الأولى:-
تحصين الأبناء من شياطين الجن و الأنس والعين والأوبئة بالأذكار الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومنها :-
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ الحسن والحسين رضي الله عنهما -ورد في صحيح البخاري عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلَّ الله عليه وسلم ـ كان يُعوذ الحسن والحسين ويقول : { إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق : أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة } .
فتعليم الأبناء الاذكار مع المحافظة والمواظبة عليها مثل اذكار الصباح ، ودعاء الخروج من المنزل عند الذهاب للمدرسة ، عنْ أنسٍ رضيَ اللَّهُ عنه قال : قال : رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « مَنْ قَالَ يعنِي إذا خَرَج مِنْ بيْتِهِ (بِسْم اللهِ توكَّلْتُ عَلَى اللهِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نَزِلَّ، أَوْ نَضِلَّ، أَوْ نَظْلِمَ، أَوْ نُظْلَمَ، أَوْ نَجْهَلَ، أَوْ يُجْهَلَ عَلَيْنَا».
فمن قاله بقلب موقن به كان له ما قال صلى الله عليه وسلم حِينَئِذٍ: هُدِيتَ، وَكُفِيتَ، وَوُقِيتَ، فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ، فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ؟»
قال الإمام ابن القيم رحمه الله :
أذكار الصباح والمساء بمثابة الدرع كلما زادت سماكته لم يتأثر صاحبه، بل تصل قوة الدرع أن يعود السهم فيصيب من أطلقه [ الوابل الصيب (71)].
- الوصية الثانية:-
العناية بأداء الصلوات في أوقاتها خاصة صلاة الفجر جماعة فمن صلى الفجر فهو في ذمة الله كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم .
- الوصية الثالثة :-
حث الأبناء على الصحبة الصالحة والبعد عن مجالسة الأشرار وهذا من وصايا النبي صلى الله عليه قال ﷺ: (لا تُصَاحِبْ إِلا مُؤْمِنًا، وَلا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلا تَقِيٌّ) وصفاتهم انهم يتبعون أوامر الله ، و يصدون عن سبيل الشيطان وهُم المُحَافِظُونَ عَلَى الصَّلَوَاتِ فِي الجَمَاعَةِ كما قال تعالى
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِى)
- قال صلى الله عليه وسلم (مثَلُ الجليسِ الصالحِ ومثلُ جليسِ السوءِ كحاملِ المسكِ ونافخِ الكيرِ ، فحاملُ المسكِ إما أن تبتاعَ منه ، وإما أن تجدَ منه ريحًا طيبةً ، ونافخُ الكيرِ إما أن يُحرِقَ ثيابَك ، وإما أن تجدَ منه ريحًا خبيثةً)
- الوصية الرابعة:-
البعد عن فعل الأسباب المحرمة التي يعتقد البعض من الجهلة أنها تحفظ الأبناء من الشياطين والحسد مثل :-لبس الخيط والحلقة وغيرها التي تضر ولا تنفع قال صلى الله عليه وسلم: «من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له، ومن تعلق تميمة فقد أشرك».
- الوصية الخامسة:-
يلزم تربية الأبناء على توقير المعلم واحترامه بما يليق به، فإن المعلم الناصح بمنزلة الأب، يغذي النفس والقلب بالعلم والإيمان، فمن حقه أن يوقره المتعلم ويحترمه بما يليق من غير غلو ولا تقصير، ويسأله سؤال المستلهم .
- الوصية السادسة:-
الحذر من التشاؤم والطيرة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه: "إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم" رواه مسلم، وقد روي "أهلكَهم" بفتح الكاف أي: بتشائمه، وروى "أهلكُهم" يعني: الأشد هلاكاً فيهم.
- الوصية السابعة:-
ومما يعين على جودة والاجتهاد في التحصيل ، الانضباط في الدراسة ليتمكنوا من السير في سلك التعليم إلى المراحل العالية، فمن كانت بدايته محرقه كانت نهايته مشرقة
- الوصية الثامنة :-
تعاهد الأبناء بالوَعْظِ فإنَّ لها الأثر الكبير في تهذيبِ السلوكِ على الطريقةِ المستقيمة، وتنقيةِ العُقولِ من الأفكارِ السقيمة.
نسأل الله أن يجعله عاماً دراسيًا نافعًا مباركًا .