أعيش هذه الأيام في مدينة اقامتي في الشمالي الأمريكي في ولاية الينوي وتحديدًا في مدينة شيكاغو "فصل الصيف بأجمل احواله" ، فهي ذات الطقس القاسي الممتع شتاء ، والجميل اللطيف صيفا ، وما يطلق عليها مدينة الرياح ، وجملة لا تعنى تفسيرها اللغوي أذ لقب “مدينة الرياح” برز عندما اشتد التنافس بين مدينتي “نيويورك” وشيكاغو لاستضافة معرض العالم في العام 1893م ، حيث تعمَّد العديد من الصحفيِّين (زملاء المهنة) حينذاك بوصف المدينة بهذا اللقب للتقليل من شأنها أمام “التفاحة الكبيرة”، والتي عُنيَ بها نيويورك ، ومن المثير أن "شيكاغو" هي التي فازت في استضافة المعرض في نهاية المطاف
نعود إلى "شيكاغو" فهي واحدة من أشهر المدن الأمريكية التي تعكس جمال الصيف بظروفها الجوية المتنوعة ، مع دخول موسم الصيف عادة ، يبدأ الزوار والسكان المحليون في الاستعداد للاستمتاع بالأجواء الدافئة والرطبة التي تميز هذه الفترة من العام.
وتتميز أجواء الصيف في "شيكاغو" بهطول أمطار خفيفة تأتي بين الحين والآخر، مما يضيف لمسة من الانتعاش لدرجات الحرارة المرتفعة في أوقات الذروة ، وقد تشرق الشمس الحارقة في النهار في غالب أيام الصيف ، مما يجعل الرطوبة تلعب دورًا كبيرًا في زيادة الشعور بالحر، لذلك من المهم أن يكونوا الزوار مستعدون لهذا التباين في الطقس، حيث يمكن أن تتعرض المدينة لارتفاع درجات الحرارة في النهار، يليه هطول أمطار خفيفة قد تضيف لمسة من البرودة في المساء، كما هو طقس هذا الأسبوع منذ بدايته وحتى أخر أيامه
وتساهم هذه التغيرات في الأجواء في تنوع الأنشطة التي يمكن القيام بها في شيكاغو خلال الصيف ، فالأمطار الخفيفة قد تجعل السكان والزوار يتوجهون نحو مراكز التسوق والمقاهي، بينما توفر الأيام المشمسة فرصة رائعة للاستمتاع بالحدائق العامة والشواطئ على بحيرة ميشيغان حيث يمكن للزوار الاسترخاء أو ممارسة الرياضات المائية ، بالإضافة إلى ذلك يمكن للسكان المحليين التوجه إلى فعاليات الصيف المختلفة مثل المهرجانات والأسواق الشعبية التي تعقد في أرجاء المدينة ، حيث تعتبر هذه الفعاليات فرصة رائعة للتعرف على ثقافة المدينة وتذوق المأكولات المتنوعة، مما يجعل كل زيارة إلى "شيكاغو" مميزة ومليئة بالتجارب الجديدة.
وعلى النقيض يأتي على المدينة في فصل الشتاء طقس بارد إلى درجة تصنيفه بالقاسي لكنه ممتع ، فجل المحلات من المطاعم والمقاهي تكتفي بطاولاتها الداخلية على النقيض بما عليه الحال في الصيف ، والتدفئة في المواصلات العامة ، والامكان المغطاة كمجمعات الأسواق وغيرها والمستشفيات وما بحكمها كلها تعتمد على التدفئة المركزية
ولفارق الطقس بين مدينتي المعشوقة "مكة المكرمة" ، وبين "شيكاغو" حيث أعيش وأقيم ، تجدني اتدرب في أوقات الظهيرة بالمشي الطويل في الهواء الطلق غير مبالي لان حر الظهير هنا لا يساوي ضحى يوم مشمس في غير الصيف في مكة المكرمة – حرسها الله -
فلاش :
أن أجواء الصيف في "شيكاغو" ، تجعل المدينة تحتفظ بسحر خاص يجعلها وجهة مثالية للزيارة. فمع وجود الرطوبة والحرارة الشديدة مصحوبة بالأمطار الخفيفة، تجعل شيكاغو ليست مجرد مدينة، بل تعد الإقامة فيها أو زيارتها تجربة غنية تنتظر من يستكشفها. لذا، إذا كنت تخطط لزيارة المدينة في الصيف مثل هذه الأيام ، تأكد من استكشاف كل زاوية فيها واستمتع بأجوائها الفريدة ، واذا كنت تبحث عن شتاء مميز منعش وممتع فتعالى إلى مدينة شيكاغو ستجد ما يسرك ، فهي تكتسي باللون الأبيض الناصع الذي يبعث الارتياح في النفس ، وتساقط الثلوج بها كأمطار جنوب السعودية ، وجمال المدينة تنسيك اكتئاب الشتاء تماما ، هذا علمي وسلامتكم