أعود بكم مرة أخرى للتذكير بالبرنامج التاريخي في مسيرة الاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات، المتمثل في رحلة عمرة الرواد (الأولى) ، المزمع تنفيذها في بداية شهر نوفمبر القادم من هذا العام 2024م. ما زلت أتذكر حديث رئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات، الدكتور عبدالله الطريجي، بحضور عضو اللجنة الدكتور عبدالله الفهد، والأمين العام المساعد الرائد الكشفي علي العلي. بعد الانتهاء من الجلسة الختامية في المؤتمر الطارئ الذي عُقد في الكويت في سبتمبر 2023م، عندما زف لي البشرى شخصياً، كوني ابن مكة المطلع على بواطنها، والعارف بشعابها. فأنا مكيّ المولد والمنشأ - ولله الحمد - لذلك أؤكد لكم أن برامج الاتحاد في هذه الدورة، التي أعدّها بالنوعية، قد بلغت ذروتها عندما تُوجت ببرنامج تاريخي ديني عميق، حيث يحل رواد الكشافة من المحيط إلى الخليج في رحاب مكة، ويطوفون ببيتها العتيق، ويشربون من مائها المبارك (زمزم)، وينعمون بالجوار لبضعة أيام. تحسب لهم في ميزان الحسنات، حيث تساوي الصلاة الواحدة مئة ألف صلاة، وسط أجواء إيمانية لا تجدها في أي مكان في العالم.
وعند القدوم إلى أقدس بقاع الأرض وأعظم مكانٍ ينجذب إليه المسلمون من كافة أرجاء العالم، فإنك تطأ الأرض التي شهدت ميلاد الرسالة الخالدة ونزول الوحي. هذا المكان الذي تشع منه أنوار الإيمان وتنساب فيه روحانية عظيمة، تجعل من زيارته تجربة لا تُنسى. في هذه الرحلة المميزة، يُدعى رواد الكشافة العربية إلى زيارة مكة المكرمة لأداء العمرة والتشرف بالسكن بجوار بيت الله الحرام.
ما أجمل أن يجتمع رواد الكشافة، وهم من أمضوا حقبة من أعمارهم في هذا النشاط التربوي الهام، فقد حان الوقت لأن يكافئهم الزمن بالتواجد في أفضل مكان وأرفع برنامج على الإطلاق. ففي هذا المكان المبارك، تُستَحضر معاني الإخلاص والعمل الجماعي، ويُستَمد العزم من إرث النبوة في أقدس بقعة على وجه الأرض. ستكون هذه الرحلة فرصة لتعزيز الروابط الروحية والتقوية الإيمانية، حيث يتأمل الرواد في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويقتفون أثره في العمل الخيري والخدمة المجتمعية.
إن السكن بجوار بيت الله الحرام يُعتبر من أروع التجارب التي يمكن أن يعيشها المسلم، حيث يمكن للزائر أداء الصلوات الخمس في المسجد الحرام والتعبد في مكان تنزل فيه الرحمات والبركات. كما تتيح هذه الرحلة لرواد الكشافة فرصة التأمل والتفكر في معاني التضحية والإيثار وتجديد العهد مع الله على الاستمرار في مسيرة العمل التطوعي والخدمة العامة، من خلال جولة سياحية عن المسار التاريخي والديني لهذه المدينة المقدسة، واعد بها القادمين إلى مكة -بإذن الله-
هذه الزيارة ليست مجرد رحلة عادية، بل هي دعوة للتواصل مع الروح وتعميق الإيمان، وفرصة لا تُعوض للتواجد في أطهر مكان على وجه الأرض. من خلال هذه الرحلة، سيتعلم الرواد دروسًا عميقة في الحياة ستبقى معهم إلى الأبد، وستلهمهم لمواصلة مسيرتهم في خدمة المجتمع والأمة.
ندعوكم للتجرد من كل مظاهر الدنيا، لتنعموا بالأجواء الروحانية بجوار البيت العتيق، حيث تلتقي الروحانية بالعمل الكشفي في أبهى صوره، وحيث تتعانق القيم النبيلة مع أقدس المشاعر، لتصنع تجربة لا تُنسى في قلب مكة المكرمة.
فلاش :
سأكون متواجدًا – بإذن الله – إذا مد الله في عمري، بصفتي (المكي) وباعتباري (المرشد السياحي) وبمهمتي (رئيس اللجنة). ولكوني واحدًا من رواد العرب، أشرف غاية الشرف بأداء كل ما يوكل إليّ من مهام. سأكون من أكثر الفرحين وأسعد المشاركين، وأرجو أن تكون الرحلة تاريخية إيمانية فريدة كما نتوقعها. أمل أن تُدوّن لنا المشاركة لنشهد جميعًا ونطلع على ما يحتويه هذا المتحف الطبيعي المفتوح (مدينة مكة المكرمة ) ، والذي يضم مواقع وآثارًا ذات علاقة بسيد البشر عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. هذا علمي وسلامتكم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*رئيس التحرير ، رئيس لجنة الاعلام والتوثيق