تُعدُّ مدينة الطائف، تلك الجوهرة المخفية في قلب المملكة العربية السعودية، موطنًا لأحد أجمل الكنوز الطبيعية في العالم: الورد الطائفي. هذا الورد الساحر الذي ينمو بين ثنايا الجبال وتحت أشعة الشمس الطائفية، يحمل في طياته عطرًا لا يشبه أي عطر آخر.
تتفتح زهور الورد الطائفي على استحياء في موسم الربيع، عندما تعانق نسائم الهواء النقية بتلاتها الوردية، ليبدأ سحرها في الانتشار. قد يبدو الورد الطائفي للوهلة الأولى كأي ورد آخر، لكن ما إن تقترب من هذه الزهور حتى تدرك أنك أمام معجزة طبيعية. عبيره الفواح يأسر القلوب ويمتد في الأفق ليحكي قصة تراثية توارثتها الأجيال عبر الزمن.
ينتشر في محافظة الطائف نوعان من الورد الطائفي، يُعرفان محليًّا بالورد القاني والورد الفاتح، ويُعرف الأخير بين الناس باسم الورد الطائفي. يُمكن وصف هذا الورد بأنه شجيرة متساقطة الأوراق يصل ارتفاعها إلى 2.2 متر (حوالي 7 أقدام و3 بوصات). تتميز سيقانها بأشواك قوية ومنحنية، وتحتوي على شعيرات صلبة. أما أغصانها فهي متفرعة وتحمل أوراقًا ذات شكل ريشي، تتألف عادة من خمس أوراق فرعية (وأحيانًا تصل إلى سبع أوراق فرعية). تنمو الأزهار الصغيرة نسبيًّا في مجموعات على هذه الشجيرة، وهي تُعتبر من الورود القديمة التي لها أهمية خاصة، إذ تشكل أصلًا لسلالات عديدة من الورود الأخرى.
أما فيما يتعلق بأصل الورد الطائفي، فتشير بعض الدراسات الحديثة إلى أن هذا الورد ينحدر من الورد الدمشقي، الذي نُقل من الشام إلى منطقة الطائف في منتصف القرن العاشر الهجري..
فاطمة الغامدي مرشده مستشارة سياحية