الجمال جميلة هي محافظات ومراكز وقرى جنوب الطائف لكن الأجمل في كثافة الغطاء النباتي على الجبال والشعاب والوديان مركز ثقيف الذي يتوسط بين حداد بني مالك ومحافظة ميسان، وتبعد عن مدينة الطائف بأقل من 145 كم.
مجرد أن دلفنا إلى المركز الذي يلفه السكون إلا من بقايا أصوات أليات الزراعة، ومركبات أهل المركز والعابرين أمثالنا، سحرتنا مناظر غاية في الدهشة، ميزت "ثقيف" وكأنها عروس تتحلى بأجمل فساتين الفرح.
"هل نحن في السعودية حقاً" عبارة بادرني بها زميلي المصور ونحن نجوب المركز الحالم في أحضان الطبيعة البكر، وفي كل الاتجاهات من فرط جمال ثقيف، حيث تكسو الخضرة، سفوح الجبال الشاهقة مثل جبال عمد وشهدان، وبطون الأودية التي تنساب منها المياه مثل أودية صرار، وموقر، والفرعين والفرشاة، الأمر الذي انعكس على إنتاجها الزراعي. وترتبط ثقيف بطريق يؤدي إلى تهامة وتحديداً إلى محافظة أضم عبر عقبة صفيحة، فضلاً عن ارتباطها بطريقين إلى الطائف والباحة.
ميزة أخرى تميز المركز الفاتن هو إنتاج اللوز البجلي والرمان والتين والخوخ وقال عبدالواسع الثقفي وهو صورة مضيئة للمواطن الذي يشرف بنفسه على مزرعته في كل أطوار الزراعة" أن أجود أنواع اللوز ينتجه مركز ثقيف حيث يقدر سعر الكيلو الواحد بـ200 ريال.
ويقام في ثقيف سوق شعبي كل يوم أربعاء يتحول إلى ملتقى أسبوعي لعرض المنتجات الزراعية والحرفية في المركز.
"المركز الغابة" العبارة التي يمكن أن تطلق على مركز ثقيف الفاتن حيث كثافة الأشجار والطبيعة البكر التي تنتظر المزيد من الاستثمار والأجواء المعتدلة حتى في أشهر الصيف.تاريخ ثقيف.. قصة أخرى من قصص تميز هذا المركز الذي يتكئ على تاريخ موغل في القدم، منذ البدء وعلى مدار التاريخ الإسلامي إلى تأسيس مملكة الخير، المملكة العربية السعودية، فهي تضم مساجد تاريخية وحصون قديمة وبقايا أبنية أصبحت شاهد عصر على تاريخ المركز الذي يزهو بجماله. الكرم والبساطة، والأخلاق الفاضلة، ملامح مهمة يتميز بها سكان ثقيف التاريخ، الذين لا زالوا يتشبثون بعادات وتقاليد الآباء والأجداد، ولا أدل على ذلك من أن عبد الواسع الثقفي أصر على استضافة الرياض أثناء أداء مهمتها الإعلامية في استراحته داخل مزرعته.
واصلنا جولتنا لنصل إلى أهم وجهة سياحية في المركز وهي متنزه جبل شهدان حيث ثمة قواسم مشتركة بينه وبين متنزهات قمم جبل أبها.. وكأنه صورة كربونية منها من حيث الغيوم الداكنة وسحب الضباب والنسائم الباردة والإطلالة العجيبة على منحدرات تهامة.
ولا أدل على برودة الطقس في شهدان من أننا لم نتمكن من البقاء فيه بعد الثانية والنصف ظهراً حيث موجات الأمطار والضباب والنسائم الباردة التي أجبرت المصطافين على المغادرة لها لو رؤية الجمال الطبيعي الخلاب.