لدى كل واحد منا جانب في شخصيته و أثرٌ يلازمه، يخشى أن ينتقل إلى أبنائه ويسعى جاهداً لجعلهم لا يشبهونه او لا يعيشون قصته.
نعيش في مد وجزر ، وبين هذا وذاك وفي لحظة سهوٍ منا نرى صورتنا طبق الأصل في أبنائنا، ونتساءل: في أي وقت أغفلنا وبدون وعي وجهنا أبناءنا نحو كل صفاتنا ومخاوفنا وشخصياتنا التي حاولنا مراراً وقطعنا عهداً أن لا تتكرر تجربتنا في ذوينا !؟.
ظروفك القاهرة التي عاصرتها و جعلت منك غير مبال تجاه نفسك يتملكك الإحباط حيال كل شيء؛ لا ينبغي أن تطوق ابنك ، تخلق طاقة سلبية في محيطه فتجعله مرآتك، غير مبالِ يشعر بأنه غير محبوب ناقص دائماً لن يرضى متذمراً دائماً .
٨٠٪ من الناس قاسوا من امرٍ ما قد جعلهم شخصيات مهزوزة في اختياراتها، لديهم مخاوف دفينة تجعل تصرفهم على غير سجيتهم، أكاد أجزم أن جميعهم لم يرغب أن يقاسِ أبنائه ذات الشيء، ووعد بينه وبين نفسه أن يجعل لكل ما ممر به مضاد وتوجه معاكس ، يغرس في ابنه دافع المواجهة ورفع استحقاق نفسه ونيل ما يريد طالما يرغب ، أرادوا جميعاً أن يستمروا في الحياة يرون صورتهم المثالية في أبنائهم .
الإنسان الواعِ المتوازن هو الإنسان الذي يحظى بسلام ورضا تام ، يخلق ويحقق الله التوازن داخل حياة الفرد، فعندما يفرط المرء بسلوك ما ؛ يخلق الله فيه سلوكا آخر مضاداً؛ لتحقيق غاية التوازن، وعلى المرء منا أن يُطور من سلوكياته حتى يتلاشى يأسه وتتبدل رؤيته تجاه نفسه ويتصالح مع ما عايشه ويتعلم كيف يمكن لفاقد الشيء أن يعطيه .!
أبناؤنا هم كراسة احلامنا، وثمارُ زرعنا اليانعه ، نحصد ما نسقيهم إياه ولا شيء سواه.
برأيي أن افضل طريقة في تربية أبناؤنا هي التوجيه بالقدوة لفطرتهم وهي أصعبها ايضا، حيث يصعب علينا الإتيان بحسن التصرف طوال الوقت؛ لنوجه فطرتهم اللا واعيه نحو الاقتداء بما نفعل، ونحن الأباء من يغرس في أبنائنا اول بذرة، اول سطرٍ في احلامنا، علينا أن نكثف وعينا تجاه بذورنا وزرعنا .
ابنك بداية اختباراتك الحقيقية ، اختر أي طريقٍ ستسلك به لتنجح في نهاية قصتك .