تساؤل يراود كل شخص في مرحلة البحث عن الذات. “من أنا؟” لكن، ما هي الخطوة السابقة لذلك؟ في زحام الحياة، وسط المهام اليومية والعمل والروتين، يصل الإنسان إلى نقطة يتوه فيها داخل ذاته. يشعر وكأنه تحول إلى آلة تعمل بلا توقف، وكأن كل يوم يشبه اليوم الذي يسبقه. هنا يصبح التساؤل ضروريًا، ليس فقط لاستعادة ما ضاع، بل لاكتشاف شيء أعمق وأوضح، لفهم ما يجعل الإنسان مختلفًا ومتميزًا وسط كل هذا الزحام.
في لحظات السكون، يعود الإنسان إلى ذكريات خطواته الأولى وطموحاته التي دفنت تحت ضغوط المسؤوليات والتوقعات، متسائلًا: متى تغيرت؟ كيف أصبح مساري مشتتًا؟ قد تبدو هذه التساؤلات غير مقبولة في البداية، لكنها في الحقيقة تمثل الانطلاقة نحو اكتشاف الذات الأصيلة، تلك التي تنبع من جوهر الإنسان بعيدًا عن تأثيرات الظروف المحيطة.
البحث عن الذات ليس عملية تحدث في لحظة، بل هي رحلة ممتدة مليئة بالتحديات والاكتشافات. ومع كل عقبة تواجهها، تصبح أكثر قربًا من فهم ذاتك، وتزداد وضوحًا فيما تريده. أحيانًا يحتاج الإنسان إلى إعادة التفكير في أولوياته، ليحدد ما إذا كانت قيمه الحالية تعبر عنه بصدق، أو أنها مجرد انعكاس لتوقعات الآخرين.
في هذه المرحلة، يدرك الإنسان أن العودة إلى الذات ليست ترفًا، بل حاجة ضرورية. هذه العودة تمنحه الفرصة لإعادة بناء رؤيته لحياته وتحديد أهدافه بوضوح، بعيدًا عن أي ضغوط خارجية، مع التركيز على ما يمنحه السعادة والرضا.
بقلم - سارة بندر الصاعدي
من أنا؟
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/articles/285648/