رحمة والحب يلتقيانالرحمة أعمق وأرقى من الحب، فهي نقية وصافية، تجمع في طياتها الحب والتضحية وإنكار الذات والتسامح والعطاء. ما أحوج الناس اليوم إلى التراحم فيما بينهم، فالرحمة هي مفتاح السعادة وراحة البال. إذا دخلت الرحمة قلوبنا، وأصبحت جزءاً من حياتنا وبيوتنا، لصارت أمورنا أسهل، وحياتنا أجمل وأسعد. التراحم هو سمة بارزة في المجتمع المسلم، وقد وصف الله تعالى أهل الإيمان بأنهم {أشداء على الكفار رحماء بينهم}.
الرحمة هي رقة تحث على الإحسان، وهي في جوهرها عطية وفضل من الله، تنشر بين الناس التعاطف والتعاون، وتدفعهم لبذل الخير والمعروف. يكفي الرحمة شرفاً أنها إحدى صفات الله تعالى، حيث تضمّن اسمه الرحمن والرحيم.
وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء". كما قال: "إن لله مائة رحمة، منها رحمة يتراحم بها الخلق بينهم، وتسعة وتسعون ليوم القيامة".
لو ساد التراحم بين الناس، لما وُجد بينهم جائع أو مظلوم، ولا فُقدت الراحة أو الأمان. فالرحمة تزيل شقاء المجتمع، كما يمحو ضوء الفجر ظلام الليل.