مع انطلاق دوري روشن لكرة القدم ، وبدء تعاقد الأندية مع المدربين واللاعبين ، توقفنا أمام نادي الوحدة الرياضي متسائلين عن أوضاعه الإدارية والفنية ، فقيل إن النادي تعاقد مع مدرب جيد واستقطب لاعبين محليين وأجانب مميزين ، وسيكون له شأن ومكانة تنافسية بين الأندية ، حتى أن البعض منا وضع ضمن اجندته إقامة حفل بمناسبة حصول الفريق الأول لكرة القدم على بطولة الدوري أو كأس الملك ، بعد أن عملت الإدارة بقيادة سلطان أزهر على إلغاء عدد من الألعاب الفردية والجماعية وركزت اهتمامها على الفريق الأول لكرة القدم ، وصدّقنا وصادقنا على أن الفريق الأول لكرة القدم سيعطينا عين الجمل لننظف جهازنا الهضمي ونخلص جسمنا من السموم والفضلات العالقة في القناة الهاضمة ، كما صدقنا أننا سنرى الكائن الغريب الذي يشبه المكرونة الاسباجيتي ، و" المغطى بمخالب تشبه السباجيتي باللون البرتقالي اللامع " ، والموجود في قاع البحر ، وما أن بدأ الدوري حتى رأينا عجائب الفضاء السبع بدلا من عجائب الدنيا السبع .
فالفريق الأول لكرة القدم دخل في عالم الانهيار ، مما جعلنا الجمهور نستغرب أهذا هو نادي الوحدة الذي حقق الفريق الأول لكرة القدم فيه لقب بطولة كأس الملك مرتين 1959 و1966، والوصيف خمس مرات خلال مواسم : 1958 و 1959 و 1960 و 1961 و 1970 ، وبطولة كأس ولي العهد 1960، وبطولة دوري الدرجة الأولى 4 مرات خلال مواسم 1983 و 1996 و 2003 و 2018، والوصيف مرتان في موسمي 2012 و 2015 ، وحصل فريق كرة اليد على بطولة الدوري السعودي الممتاز ، والكاس مرتين ، وحصل فريق كرة الطائرة على بطولة كأس النخبة السعودية لرياضة لكرة الطائرة مرة واحدة موسم 2014 .
أهذا هو النادي الذي تألق عدد من لاعبيه ومن ابرزهم عبدالرحمن الجعيد ـ يرحمه الله ـ كابتن اول منتخب سعودي في مشاركته الرسمية عام 1377هـ في الدورة العربية الثانية ، التي أقيمت في مدينة بيروت، وكابتن نادي الوحدة في عصرها الذهبي ، وعيسى المحياني لاعب المنتخب السعودي سابقًا وهداف الدوري السعودي الممتاز موسم 2006 وهداف دوري أبطال العرب موسم 2008 وهداف كأس آسيا للشباب عام 2002 ، وأفضل لاعب آسيوي لشهر يوليو من عام 2002 وأفضل لاعب اختاره الإتحاد الآسيوي لكرة القدم من عشرين لاعب آسيوي لمدة موسمين متتاليين في موسم 2006 وموسم 2007 .
أهذا هو النادي الذي كانت الأندية تتسابق لاستقطاب لاعبيه ، أهذا هو النادي الذي خرج منه أحمد نيفاوي يرحمه الله لنادي الهلال ، أهذا هو النادي الذي أخرج أسامة هوساوي وعيسى المحياني والشمراني وغيرهم .
إن كان ناد هذه إنجازاته وهو هم لاعبيه ، فلماذا صرخ مدرب الفريق العام الماضي دونيس عقب لقائه أمام الاتحاد قائلا : " منذ دخوله إلى نادي الوحدة وهو يعيش في «نفق مظلم» يبحث عن النور، مشيرًا إلى سوء الوضع المادي للنادي، حيث لم يحصل اللاعبون على رواتبهم منذ نوفمبر، وافتقارهم لمنشأة أو أدوات لتحسين الفريق " .
إن ناد له تاريخه الرياضي والاجتماعي ،وقاعدته الجماهيرية أيكون حاله هكذا ، لا إدارة تعمل بجد واجتهاد وتخطيط مستقبلي ، لكنها تعمل لإلغاء ألعاب مختلفة حققت إنجازات .
وقبل الختام فليس لي أن أقول سوى أن نادي الوحدة ليس بحاجة لدعم مالي ، وإن كان هذا مهما ، لكنه بحاجة أولا لإدارة تعي مسؤولية النادي وتعمل داخل أروقته بجد واجتهاد ، لا أن تكون بعيدة ، وتكون صادقة مع نفسها قبل غيرها وتدرك بأن النادي ليس ملكا لمن دفع قيمة الكرسي الذي يجلس عليه ، بل هو ملك لأبناء مكة المكرمة ومحبيه وجمهوره .
كما أتمنى من رئيس وأعضاء مجلس الإدارة أن يعوا حجم المسؤولية ويدركوا أن النادي لم يكن يوما ملكا لشخص بذاته أو أسرة بعينها ، وإن التاريخ سيسجل أعمال كل إدارة تولت مسؤولية النادي .
وختاما أقول إن المادة السابعة والعشرون: شروط الترشح لرئاسة أو عضوية مجلس الإدارة من اللائحة الأساسية للأندية الرياضية الصدرة في 1444 هــ / 2023 م ، والمحدثة في 4 / 7 / 2023 م ، لم تشر في أي من فقراتها إلى أحقية رئيس او عضو مجلس الإدارة بامتلاك النادي ، وكم أتمنى أن نصدق جملة " نادي الوحدة لا يعاني من أي مشاكل " .
وعلى أن من يريد الدفاع عن إدارة النادي والحديث عن إنجازاتها أن يقدم إنجازا واحدا مرتبط ببطولة محققة .
ــــــــــــــــ
للتواصل
ashalabi1380@
ahmad.s.a@hotmail.com