يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (كلُّ مولودٍ يولَدُ على الفطرةِ فأبواه يُهوِّدانِه أو يُنصِّرانِه أو يُمجِّسانِه). أو كما قال، هذا الحديث يدل دلالة قطعية على تأثير الوالدين الكبير على اعتناق المولود لدين معين وكذلك على مدى شدة تدينه وتمسكه بتعاليم دينه إذا بلغ سن الرشد وأيضا على خلقه وسلوكه، فلله الحمد والشكر والمنة والفضل ان جعلنا مواليد لأبوين مسلمين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولم ننصر أو نمجس وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ولو شاء الله لهدى الناس جميعا.
ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (مُرُوا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عَشْر وفرقوا بينهم في المضاجع). أو كما قال، فلا يظن أي مجتهد ان لديه طريقة أفضل من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في الأمور الدينية اما أمور الدنيا فقد قال لأصحابه ( انتم اعلم بأمور دنياكم). أو كما قال فهو لا ينطق عن الهوى.
مما سبق دليل واضح وجلي ان الصلاة تكون في البداية على الإنسان عادة تكتسب بالتدريب عليها من قبل الوالدين لمدة ثلاث سنوات تبدأ من سن السابعة إلى سن العاشرة بمعدل تكرار (٥٤٠٠) مرة بعد مرور ثلاث سنوات وهي تقريبا في المرحلة الابتدائية ويكون ذلك بالترغيب والتحفيز فقط دون العقوبة، وعندما يبلغ سن العاشرة تتم معاقبته بالضرب إذا لم يلتزم بأداء الصلاة ولو افترضنا ان عقوبة الضرب على ترك الصلاة أيضا تمتد لمدة ثلاث سنوات إلى سن الثالثة عشر وهي المرحلة المتوسطة يعني ذلك انه تدرب على تكرار الصلاة بمعدل (١٠٨٠٠) مرة ولو افترضنا ان الصلوات الخمس يستغرق مجموع أوقاتها في اليوم والليلة مدة ساعة كاملة هذا يعني انه تدرب على أداء الصلاة مدة (٢١٦٠) ساعة خلال سته سنوات تقريباً، بعد كل هذا الجهد وهذا الوقت حتما سوف تكون الصلاة جزء من حياته اليومية عندما يبلغ سن البلوغ والتكليف وسوف ينتظم عليها لأنها تحولت إلى عبادة بعد أن ادرك أهميتها وانها ركن من أركان الإسلام وان تاركها كافر وان صلاح صلاته سببا لصلاح باقي عمله فيكون له النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة ويتقي النار التي وقودها الناس والحجارة.
. من قصص الحياة
يقول محمد
علمني والدي المحافظة على الصلاة بطريقة عجيبة وانا طفل كان يرغبني ويحفزني للصلاة ويقول كل فرض تصليه معايا في المسجد اعطيك ريال وربنا كمان يعطيك أجر وكان فعلا إذا رجعنا من المسجد كان يعطيني ريال وكنت اجمع المبلغ عند والدتي وكان أيضا رحمه الله كل مطالبنا انا واخواني ومطالب البيت يقول لنا إذا رحنا وصلينا في المسجد نروح نجيب طلبات البيت، بهذه الطريقة ارتبط في ذهني ان الصلاة هي سبب حصولي على خمسة ريالات كل يوم وان متطلباتنا ومتطلبات البيت لن نحصل عليها الا بعد أن نؤدي الصلاة، وبهذه الطريقة الجميلة اصبحنا ننتظر وبشغف متى يحين وقت الاذان والصلاة التي كانت سبب سعادتنا، ومن أجل رد الإحسان لوالدي رحمه الله الذي جعلني أحافظ على الصلوات الخمس بالمسجد عاملته بالمثل، فانا اقتطع من راتبي مبلغ (١٥٠) ريال شهريا مساو لعدد الصلوات في الشهر واضعها في اي مشروع خيري باسم والدي صدقة له لحسن صنيعه.
ربنا اجعلنا وذرياتنا مقيمين للصلاة ربنا وتقبل منا الدعاء.
بقلم - عبدالرحمن عثمان كنبيجه
الصلاة عادة أم عبادة
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/articles/288762/