في لحظة تختلط فيها مشاعر الفخر بالامتنان، اجتمع مساء أمس الجمعة الأحبة في خيمة الوفاء وبعنوان (الوفاء) لتكريم الصحفي القدير محمد رابع سليمان بمناسبة تقاعده، في احتفالية غلب عليها عبق الوفاء وروح التقدير لرحلة امتدت لسنوات طويلة من العطاء الإعلامي المميز.
كان (رابع) نموذجا يحتذى به في المهنة الصحفية، بما حمله من التزام بالمبادئ، ورؤية ناضجة، ورسالة واضحة لخدمة المجتمع وتسليط الضوء على قضاياه.
لقد كانت مسيرته مثالا حيا للصحفي المخلص الذي جعل من قلمه منارة للحقيقة ومنبرا للصوت الحر، متجردا من كل ما قد يعوق نزاهة الكلمة وسموها.
وقد أكد لنا هذا الحفل البهيج أن أثره سيظل باقيا في القلوب والعقول، ليكون إلهام للأجيال القادمة.
إلى جانب مشواره الطويل في مرافقة الدعاء ومشايخ العلم وطلابه في مشواره يظل وساما طوال حياته
ولا يمكننا الحديث عن هذا الحدث دون الإشادة بجهود المستضيف الكريم الصحفي الكبير عثمان أبو بكر مالي، الذي أثبت بكرمه وحفاوته مكانته كرمز من رموز الوفاء، حيث كان الاحتفال بمكانة لوحة تعكس قيم الأصالة والتقدير.
لقد قدم (مالي) هو الآخر نموذجا يحتذى به في كيفية رد الجميل لأهل الفضل، بإشرافه الدقيق وترتيباته التي عكست حسن التنظيم وكرم الضيافة.
ولا ننسى -بالطبع- الدور المميز الذي لعبه أعضاء خيمة الوفاء، الذين أظهروا بعملهم الجماعي المتقن أن الوفاء ليس مجرد كلمة، بل هو فعل يتجلى في أبهى صورة. بتكاتفهم وتنظيمهم الرائع، استطاعوا أن يجعلوا من هذه المناسبة ذكرى لا تنسى، تجسد قيم الأخوة والمحبة التي تجمعهم.
إن الناس شهود الله في أرضه، فمن أحبه الله أحبه الناس، ومن أثنى عليه الناس بخير كان ذلك دليلا على حسن سيرته وطيب أثره بينهم. ولأن القلوب بيد الله، فهو الذي يغرس فيها محبة من يرضى عنهم. يقول النبي ﷺ: " إذا أحب الله عبدا نادى جبريل: إني أحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض "
فمحبة الناس نعمة عظيمة، تنبع من رضا الله وتوفيقه، وهي شهادة خالدة يتوارثها الأجيال، وتبقى بصمة صالحة في حياة الإنسان وبعد رحيله" وهذا ما لمسناه خلال الاحتفال المبسط لنجم الكلمة وكبير الصحافة (رابع)
فلاش:
ختامًا، نشكر كل من ساهم في هذا الاحتفال، ونحيي الصحفي الكبير محمد رابع سليمان على مسيرته الرائدة، ونتمنى له حياة مليئة بالسعادة والعطاء بعد التقاعد. فالتكريم ليس نهاية الطريق، بل هو بداية مرحلة جديدة من الإلهام والبذل بطرق مختلفة. حفظ الله رموز الوفاء، وأدام على مجتمعنا هذه الروح النبيلة.