بعد سنوات من الحرب والدمار، سوريا قد خطت خطوة كبيرة نحو استعادة استقرارها وأمنها ، تحرير سوريا مثل انتصارًا كبيرًا، ليس فقط على المستوى العسكري، بل على مستوى معنويات الشعب السوري الذي عانى طويلاً من النزوح والدمار إنه نصر يفتح الأفق لإعادة بناء وطن مزقته الصراعات الداخلية والتدخلات الأجنبية، ويعزز الأمل في المستقبل.
لم تكن الحرب في سوريا مجرد صراع داخلي، بل كانت ساحة مواجهة لأطراف عديدة، ما جعل من تحرير الأرض تحديًا صعبًا ومرهقًا ولكن هذا التحرير اليوم يحمل معاني أعمق تتجاوز استعادة السيطرة على الأراضي إنه استعادة لكرامة الشعب السوري الذي ظلّ صامدًا رغم قسوة الحرب وتداعياتها.
على الرغم من الجروح العميقة التي خلفتها سنوات الصراع ، يبقى تحرير سوريا بمثابة نقطة انطلاق جديدة نحو مرحلة سياسية وإعادة بناء ، التحدي الأكبر اليوم هو كيف ستتمكن البلاد من تجاوز آثار الحرب وتحقيق التعايش بين مكوناتها المختلفة ، بناءً على مبدأ العدالة والمساواة لابد من بناء مؤسسات وطنية قوية، تضمن حقوق الجميع دون استثناء، وتعمل على تعزيز وحدة الصف الوطني بعيدًا عن أي انقسامات عرقية أو طائفية.
كما أن المرحلة المقبلة تتطلب تعاونًا دوليًا حقيقيًا، يتجاوز التدخلات الخارجية إلى دعم سوري خالص في عملية إعادة الإعمار ، فلا يمكن لأي نجاح أن يتحقق دون شراكة حقيقية بين السوريين أنفسهم وداعميهم من المجتمع الدولي الذين عليهم تقديم الدعم الكافي لتلبية احتياجات الشعب السوري.
إن الاحتفال بتحرير سوريا اليوم ليس مجرد احتفال بالانتصار على أطراف النزاع، بل هو احتفال بالقيم الإنسانية العليا: الحق في الحياة، والعدالة، والكرامة إنه دعوة لكل السوريين من جميع الأطياف إلى العمل معًا من أجل بناء وطن آمن ومستقر، حيث يعيش الجميع في سلام تحت مظلة وطنية واحدة، خالية من العنف والتفرقة.
التحديات لا تزال قائمة، ولكن الأمل في المستقبل أصبح أقوى من أي وقت مضى تحرير سوريا هو بداية جديدة، ويجب على الجميع أن يعملوا بيد واحدة لتوفير بيئة مناسبة للنمو والتطور، ليبقى هذا التحرير خطوة نحو سوريا مزدهرة، ديمقراطية، وآمنة.