قال الله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا” (الحج: 38) وقال سبحانه: “وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ” (آل عمران: 191)
وفي الحديث النبوي الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفَلِّتْهُ” (متفق عليه).
في صباح الأحد 8 ديسمبر 2024،
تحقق حلم الشعب السوري، حيث أعلنت شمس النصر سقوط نظام بشار الأسد بعد أكثر من عقدين من الظلم والديكتاتورية. هذه اللحظة ليست مجرد نهاية لحكم مستبد، بل هي بداية لفرصة جديدة للسلام والحرية في سوريا.
لقد أثبتت الأحداث أن الظلم لا يدوم، كما قال تعالى: “وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ” (الشعراء: 227). جاء هذا النصر تتويجًا لصبر الشعب السوري الذي تحمل الكثير من أجل الحصول على الحرية والكرامة , وكان الشعب السعودي دائمًا إلى جانبهم، يقدم الدعم والمساندة في مختلف الأوقات .
أُعلنت نهاية حقبة حكم بشار الأسد، التي استمرت لسنوات طويلة، وواجه فيها الشعب السوري العديد من التحديات والآلام. يمثل هذا اليوم نقطة تحول في تاريخ سوريا، وبداية جديدة نحو مستقبل أكثر عدلاً واستقراراً.
منذ اندلاع الأزمة السورية في عام 2011، أظهرت المملكة العربية السعودية موقفًا حازمًا في دعم الشعب السوري. فقد عبر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – رحمه الله – عن رفض المملكة لما يحدث في سوريا، داعيًا إلى وقف القتل وإيجاد حلول عادلة للأزمة.
كما واصلت المملكة، بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، دعم الشعب السوري سياسيًا وإنسانيًا. وأكدت في العديد من المناسبات التزامها بالوقوف إلى جانب السوريين لتحقيق تطلعاتهم في الأمن والكرامة والحرية.
قدمت المملكة العربية السعودية مساعدات إنسانية كبيرة للسوريين، بلغت مليارات الدولارات، واستضافت ملايين اللاجئين السوريين، ووفرت لهم التعليم والخدمات الصحية وفرص العمل. كما لعبت دورًا رئيسيًا في دعم المتضررين داخل سوريا وخارجها من خلال برامج الإغاثة المتنوعة.
السوري في المملكة ليس مجرد لاجئ يعيش في خيام، بل يعيش في بيت كريم يُحترم فيه كرامته. إلى جانب ذلك، وفرت المملكة التعليم المجاني لأكثر من 150 ألف طالب سوري، وخصصت 4000 مقعد حج سنويًا على نفقة الدولة.
إن سقوط النظام الحاكم الهالك في سوريا يعزز الأمل في تحقيق مستقبل مشرق يعمه السلام والاستقرار. وتظل المملكة ثابتة في دعمها للشعب السوري، تأكيدًا على قيمها الراسخة في نصرة المظلومين والعمل من أجل تحقيق العدالة.
نسأل الله أن يعيد لسوريا أمنها واستقرارها، وأن يكون هذا التحول بداية لعصر جديد من البناء والتنمية.
المدير الإقليمي للمنطقة الجنوبية المستشار الإعلامي الكاتب
ا : محمد حسين آل دوبان الوادعي