وأنا أنقب بين صفحات الكتب والمواقع ، توقفت أمام مقولة للصحابي الجليل علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، يقول فيها : " لا تجادل الجاهل كي لا يغلبك في جهله " ، فتذكرت حينها قول الإمام الشافعي : " ما جادلتُ عالماً إلا وغلبته، وما جادلني جاهل إلا غلبني " ، والسبب استعسار تفهيمه، ورفضه الآفاق الأخرى، وعدم القابلية للاقتناع .
والجاهل إن خالطته جرك إلى القاع ليدفنك به حتى يهلك عقلك ، لذلك قال الحكماء : " من جادل السفهاء انتقص من قدره وأصاب عقله " ، ومجادلة السفهاء وإن اضرت بالشخص فإنها تمنحهم غروراً زائفاً يصوّر لهم أنهم قمة في الفهم والحكمة والقدرة على المواجهة ، وأن غيرهم لا يفقهون شيئاً.
واليوم نرى في مواقع التواصل الاجتماعي ارتفاع وتيرة الجاهلين وسعيهم لإقناع الآخرين بقدرتهم على الإبداع والمعرفة بكافة الأمور والقضايا ، فيأتي من يقول بأنه كان أكثر العاملين بالقطاع أمانة على حقوق الآخرين وإخلاصا في العمل ، وإنه كان يواصل العمل ليل نهار ، وأنه طوال فترة عمله لم يغلق بابه أمام الزوار ، وكل هذه الكلمات وغيرها مجرد أقوال بثها بعد أن تملكه الغرور والكبرياء في محاولة منه لتحسين صورته بعد أن كشفت أوراقه ، واتضحت ألاعيبه .
ولابد أن نكن حذرين ونحن نتعامل مع مثل هؤلاء فلا نصدق أقوالهم ، ولا نعطيهم أي اهتمام أو قبول ، فمن يتحدث عن أمانة الشخص وإخلاص هم من تعاملوا معه وليس هو .
ويبقى البعد عن الجاهل السفيه افضل من القرب منه قال الشاعر :
إذا نطق السفيهُ فلا تُجبْهُ ** فخيرٌ من إجابته السكوت
ــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل
ashalabi1380@
ahmad.s.a@hotmail.com