من المؤسف أننا اصبحنا نسمع من يتحدث عن مفهوم النظم واللوائح وضرورة الالتزام بها ، وهو حينما كان في مركزه الوظيفي لم يلتزم بها ، وبعد تقاعده أصبح يتحدث عنها ، وكأنه يوحي للآخرين أنه الأفضل والأمثل .
وله ولأمثاله أقول : إذا أردت أن تتحدث عن الأنظمة واللوائح وتدعو لضرورة الالتزام بها فعليك أن تنظر لما قدمته طوال فترة عملك وما إذا كنت ملتزم بها أم مخالف لها ، فليس من المعقول أن تتحدث عن شيء وأنت فاقده ، ففاقد الشيء يتحدث عنه كثيراً ، وكما يقال " الكريم والغني والذكي والأصيل وصائن الود والعهد لن يقول لك هذه صفاتي لأنك ستراها منه بدون ضجيج " ، لذلك إن كنت فعلا ملتزما بالسير وفقا للأنظمة واللوائح فأين هذا السير لم نراه اثناء عملك .
إن النظام الذي تدعي التزامك به هو " مجموعة من العناصر المترابطة أو الأجزاء المتفاعلة التي تستقبل مدخلات معينة من البيئة ثم تتم معالجتها لإنتاج مخرجات معينة أو محددة لتلك البيئة " ، وفي الاصطلاح “ مجموعة التشريعات والقوانين والتنظيمات التي تنظم جميع شؤون الحياة عقدياً وسياسياً واقتصادياً وتعليمياً وغير ذلك.
أما لغة فهو “من نَظَمَ أي ألّفَ ومنها نظَمتُ اللؤلؤ في السلك أي جمعته في السلك، والجمع أنظمة وأناظيم ونُظُم، ويقال ليس لأمره نظام أي لا تستقيم طريقته “.
إن من المؤسف أننا أصبحنا نسمع بين الفينة والأخرى من كانوا بمراكز قيادية داخل المنشآت الخاصة يرون أن أي تطوير أو تحديث لأي عمل داخل المنشاة يعتبر مخالفة للأنظمة واللوائح !
وهنا يتبادر سؤال هل ما قمت به أنت خلال فترة إدارتك للمنشأة خال من المخالفات ؟
إذا أردت أن يصدقك الناس فعليك أن تكون صادقا مع نفسك ، وأن تعترف بأن ما تتحدث به مجرد كلمات تريد من خلالها كسب من حولك من الذين فقدتهم بكبريائك وغرورك أثناء فترة عملك .
للتواصل
ashalabi1380@
ahmad.s.a@hotmail.com