الغطرسة " تعني الفخر أو العنجهية المتطرفة ، وغالبًا ما تشير الغطرسة إلى فقد التواصل مع الواقع والمغالاة في تقدير كفاءات أو قدرات الشخص الخاصة ، خصوصًا عندما يكون الشخص الذي يعاني من هذه العادة صاحب سلطة ، والصفة من هذا الاسم الغطرسة هي «متغطرس» "
والتغطرس يعني التكبر وقد حرم الإسلام المتغطرس ، قال تعالى : } إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ {
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " رواه مسلم.
وفي قصة لقمان نقرأ قول الحق تبارك وتعالى } وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور {
وقوله تبارك وتعالى في قصة قارون } إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ {
والغرور والتكبر هو مرض نفسى " نتيجة لبعض الثغرات التي يعانى منها الشخص فيبدأ في إخفائها من خلال التفاخر بالقدرات والإمكانيات بشكل مبالغ ينفر المحيطين به من حوله " ، وهذا ما أشار إليه الطبيب النفسي البروفيسور الدكتور نيفزات تارهان بقوله : " إن الأشخاص المتغطرسين يعانون من الخوف من أن يكونوا عاديين. وأشار تارهان إلى أن هؤلاء الأشخاص يعانون من الإصابة بالنرجسية، وذكر أنهم قد يفكرون في إنهاء حياتهم عندما يفشلون "
وقال البروفيسور الدكتور نيفزات تارهان مؤسس ورئيس جامعة أوسكودار : "إن الكبرياء الذي يُعرف في المجتمع باسم الغطرسة ليس مرضًا في الواقع، ولكنه عرض من أعراض المرض ومشكلة في الشخصية ، وقال : إن "الغطرسة هي شعور الشخص الشديد بالعظمة. هناك بنية شخصية نسميها الشخصية النرجسية. الموضوع الأكبر في حياة هؤلاء الأشخاص هو شعورهم الشديد بالعظمة. فهم يرون أنفسهم مميزين ومتفوقين ومختارين. كما أنهم يرون الآخرين على أنهم صغار. شعورهم بالاستحقاق موجه نحو أنفسهم. هؤلاء الأشخاص لا يحبون الانتظار في طوابير الانتظار. الأشخاص الذين يقولون هل تعرف من أنا في زحمة المرور هم أشخاص نرجسيون بالكامل. فهم يرون أنفسهم متفوقين ومتميزين بشكل لا يصدق ويتوقعون أن يتم الاعتراف بهذا الامتياز في كل مكان."
وقال الأستاذ الدكتور نفزة طارهان : " إن الشعور بالغرور هو أن يرى المرء نفسه عظيماً والآخرين صغاراً، وأضاف: " في أحد طرفي الغرور هذا؛ فأنت لا ترى الآخرين صغاراً بل ترى نفسك عظيماً. مثل هؤلاء الأشخاص يبدو عليهم التواضع. ولكن في العلاقات الوثيقة يُفهم من ذلك أن الشخص قد قدّس نفسه. هذا النوع من التعظيم هو عبادة الذات. وهو أن يعرف الإنسان الكثير من النعم التي يملكها من نفسه. وهذا الوضع مخالف لنواميس الخلق وفلسفة الوجود".
ويوضح طارهان : " إن المصابين بداء العظمة لا يعرفون حدودهم وأين يتوقفون. هم الذين يقولون أنا أفضل قائد. هم الذين يتحدثون بعظمة. رغم أن الناس لا يفهمون، إلا أن هذه السلوكيات تتعارض مع الأخلاق. الناس لا يحبون هؤلاء الناس ويصابون بالبرود من هؤلاء الناس. هذه الأنواع غير محبوبة دون أن يدركوا ذلك. الغطرسة مثل رائحة الثوم، لا يمكنك إخفاؤها، يمكن فهمها حتى من نبرة صوتك. الغطرسة شعور بغيض وبارد ولذلك يبقى المتكبرون وحدهم. عندما يكونون ناجحين، يكونون محاطين ومزدحمين. وعندما يتقاعدون أو عندما يفقدون نجاحهم ونفوذهم يكونون وحيدين. في هذا الوقت يتهمون الناس بأنهم مهتمون بأنفسهم. ومع ذلك، لا يقف الناس إلى جانبهم، بل يقفون إلى جانبهم من أجل مصالحهم. يمكننا أن نسميه أيضًا مرض العظمة. ولطالما قال أسلافنا: "لا تتكبر يا مولاي فالله أكبر منك"، وهذا هو أهم عائق أمام النضج النفسي للإنسان".
فإلى متى الغرور والكبرياء يقول إيليا أبو ماضي:
لي صاحبٌ دخلَ الغرورُ فؤادَه
إنّ الغرورَ أخيّ من أعدائِي
أسديتُهُ نُصحي فزادَ تماديًا
في غيّه وازدادَ فيه بلائي
ــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل
ashalabi1380@
ahmad.s.a@hotmail.com