ليس غريبًا أن يُقال عن الكويت إنها "وطن الكرم"؛ فهذا البلد الذي عُرف بشعبه الطيب والمضياف يُجسد معاني الأخلاق النبيلة، فتشعر بمجرد دخولك أرضه وكأنك بين أهلك وأحبّائك، تحيطك البشاشة والود من كل جانب.
عندما أتحدث عن تجربتي في الكويت، لا أجد كلمات تفي هذا الشعب حقه. ما زلت أذكر ثلاث قصص تحمل في طياتها أعظم المعاني، وهي مجرد أمثلة من عشرات المواقف التي تعكس طيب معدن هذا الشعب ، ففي رحلتي الاخيرة التي انتهت ظهر اليوم الجمعة الــ17 من شهر يناير الجاري من العام 2025 ، وأنا متوجها إلى بلادي، الخص تجربتي عبر ثلاث قص من عشرات المواقف
فالقصة الأولى حدثت أثناء زيارتي لأحد محلات بيع الملابس. كنت أساوم صاحب المحل على سعر أحد المنتجات، وبعد حوار قصير اتفقنا على السعر المناسب ، ولكن المفاجأة كانت عندما استفسرت عن طريقة الدفع، ليجيبني صاحب المحل بأن الثمن قد تم دفعه بالفعل! شعرت بالدهشة وبدأت أبحث عن الشخص الذي قدّم لي هذا الكرم ، فتبين لي أنه رجل كان قد دخل المحل مع ابنيه الصغيرين. بادرته بالسؤال عن السبب، فقال لي بابتسامة صادقة: "أنت ضيفنا، وهذا أقل ما نقدمه لك."
أما القصة الثانية، فهي حين خرجت مع أحد الزملاء من أحد المساجد في سوق المباركية الشهير ، وبينما كنا نتحدث بلهجة أهل الحجاز، استوقفنا رجل طيب الملامح سمع حديثنا وقال: "من لهجتكم عرفت أنكم ضيوف، ومن الواجب أن نكرمكم." ودعانا بعدها إلى طعام العشاء بكل حفاوة وبشاشة لا توصف. حاولنا الاعتذار بلطف، لكنه أصرّ بإلحاح كريم يعكس أصالة أهل الكويت
أما القصة الثالثة، فقد حدثت في مطار الكويت، حين نسيت حقيبة الكمبيوتر في السيارة التي أوصلتنا إلى المطار. بعد أن تجاوزت منطقة الجوازات وختمت جواز السفر بالخروج، أدركت أن الحقيبة لم تكن معي. في موقف كهذا، شعرت بالارتباك، لكنني لجأت إلى ضابط أمن شاب في المطار وشرحت له الموقف ، فما كان منه إلا أن قدّم لي القهوة في مكتبه بكل بشاشة، وأمر أحد رجاله بالخروج معي فورًا إلى السيارة والبحث عن الحقيبة. لم تمض دقائق حتى وجدت الحقيبة، وهذا تصرف نبيل لن أنساه أبدًا.
هذه القصص الثلاث ليست سوى أمثلة بسيطة من مواقف كثيرة أكدت لي أن الكرم والأخلاق النبيلة متجذرة في الشعب الكويتي. وجدت في هذه التصرفات صورة مشرقة للكرم والمحبة التي تعكس أصالة هذا الشعب، الذي يحمل الخير في قلبه ويترجمه إلى أفعال يومية.
تحية تقدير وإجلال للشعب الكويتي الأصيل، الذي كان ولا يزال عنوانًا للضيافة وحسن المعاملة. أسأل الله أن يديم عليكم نعم الأمن والأمان والخير الوفير ، شكرا لمن كنّا على ضيافتهم فهم نموذج من الشعب الكبير الكريم ، شكرا للحبيب الدكتور عبدالله الطريجي ورفاقه ، شكرا للشهم فيصل العنزي ورفاقه ، شكرا بكبر السماء سنعود إلى الكويت – باذن الله - ونحن في شوق اليها قبل مغادرتها





