بعد انتهاء أعمال الملتقى الكشفي الدولي الثالث في الكويت والذي تخلله نشاط بارز للاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات، جاء قرار اللجنة التنفيذية بإعادة تشكيل اللجان خلال اجتماعها في الكويت. ومع أن هذا القرار يعكس رؤية تهدف إلى التطوير وتعزيز الأداء المؤسسي، إلا أنه أثار موجة من التحفظات لدى قلة قليله جدا من رواد ورائدات الكشافة في الوطن العربي.
لم تقتصر ردود الفعل على النقد البناء، بل تجاوزها البعض إلى نشر التشكيك وإثارة البلبلة، حتى وصل الأمر إلى مطالب بإعادة تشكيل الأمانة العامة واللجنة التنفيذية! وهنا، يتوجب علينا الوقوف أمام هذه الأصوات (النشاز)، والتأكيد على أن التغيير والتطوير ضرورة وليست خيارًا.
ولا شك أن هذا القرار ينبع من إيمان القيادة بأهمية التغيير كوسيلة لتطوير العمل وضمان استمراريته. إن المؤسسات الناجحة تدرك أن الجمود والثبات يؤديان إلى تراجع الأداء وغياب الابتكار، بينما يساهم التحديث والمراجعة في فتح آفاق جديدة للتطور وتعزيز الكفاءات.
إعادة تشكيل اللجان لا ينبغي أن يُفهم كإقصاء لأي شخص أو تقليل من قيمة جهوده السابقة، بل هو خطوة طبيعية في مسيرة العمل المؤسسي، تهدف إلى ضخ دماء جديدة وإتاحة الفرصة أمام تنوع الرؤى والخبرات.
من هذا المنطلق، أوجه رسالة إلى جميع رواد الكشافة والمرشدات: أنتم الأساس الذي قامت عليه الحركة الكشفية في الوطن العربي، وأنتم ركيزة العطاء والتفاني لخدمة المجتمعات. لنُدرك أن التغيير هو سنة الحياة، وأن التمسك بالماضي دون قبول التطوير قد يعوق مسيرة النجاح.
لنتذكر جميعًا قول الحكمة: "لو دامت لغيرك ما جاتك"، فالتغيير ليس انتقاصًا من أحد، بل هو ضمان لاستمرارية العمل ونقل الراية بين الأجيال.
أدعو الجميع إلى النظر إلى هذه الخطوة بروح إيجابية، فهي تعكس حرص الاتحاد على تعزيز العمل المؤسسي، ومواكبة التحديات، وتحقيق التعاون بين أعضائه. الاتحاد هو بيتنا جميعًا، ونجاحه يعتمد على إيماننا بالتطوير وتكاتفنا لإنجاز الأهداف المشتركة.
ختامًا، فلنجعل من التغيير نقطة انطلاق جديدة نحو مستقبل أفضل، ولنعمل معًا بروح الفريق الواحد. هذا علمي وسلامتكم.





