كم منا سلِمَ من النقد؟ فالكل ناقد ومنتقَد، وكم صنع النقد من فشل وكم صنع من نجاح؟! وكم من نقدٍ بنى وكم منه هدم.
فإن كان النقد بنَّاءً فهذا المقصد منه، وإن كان دون ذلك فحتماً ستكون النتيجة بائسة والخسارة كبيرة وهو لا يعكس القيمة الحقيقية للموصوف.
ومن وجهة نظري الشخصية فإن النقد الجارح -ولو كان مقصده الإصلاح- فهو نقد خارج عن إطاره ومقاصده فقد تشوه بمفردات وإسقاطات واتهامات باطلة حتى ولو كان النقد في مكانه -كالذي خلط السكر بالرمل- فهذا النوع لا يقبله عاقل ولا يعوّل عليه، ومن شأنه الهدم والانتقاص من الذات وما يخلفه من إشكالات نفسية جسيمة.
ولكن يبقى هناك سؤال غاية في الأهمية ماذا لوكان هذا النوع من النقد الجارح صادراً من الوالدين أو أحدهما وبشكل متكرر؟!
هنا ينبغي أن نعلم أن النقد كما أسلفت هو جزء لا مفر منه من حياتنا الاجتماعية، ويمكن أن يكون له تأثيرا كبيرا على ثقتنا بأنفسنا وعلاقاتنا مع الآخرين إن لم نفهم مقاصده.
وفي هذا المقال، سنناقش كيفية التعامل مع النقد الجارح بعشرة طرق احترافية وبناءة بإذن الله تعالى.
سأبدأ أولاً بتعريف النقد الجارح؛ فهو تعبير عن عدم الرضا عن أداء أو فعل شخص ما. والنقد الجارح غالباً ما يكون مؤلماً ومهيناً لكنه يمكن أن يكون فرصة للتعلم والتطوير.
وأسلط الضوء هنا على النقد الجارح الذي يصدر من جانب الوالدين خصوصاً والمجتمع المحيط بنا عموماً. وكيف تكون البداية عند سماعنا للنقد وقبل الرد.
1. احتفظ بالهدوء: لا تسمح للغضب بالسيطرة على ردك.
2. احترم رأي الناقد: حتى لو لم تتفق معه.
3. الاستماع مع التأمل: كن مستمعاً جيداً لما يقال لك لفهم القصد من النقد.
4. الرد بلباقة: استخدم لغة لطيفة ومهذبة.
5. كن مستعدًا لتقبل النقد البناء: استفد من النقد لتحسين ذاتك السلوكي.
6. اعترف بالخطأ: التعلم يحتاج الى معرفة موضِع الخطأ والعمل على علاجه.
7. الحوار: ناقش المشكلة مع الناقد بهدوء ولطف.
8.توسيع ثقافتك بالذكاء الاجتماعي: يساعدك كثيراً على حسن تعاملك مع الآخرين.
9. لا تأخذ المسألة على نحو شخصي: أفصل النقد عن هويتك الشخصية.
وأخيراً لا تسمح للنقد الجارح أن يؤثر على ثقتك بنفسك وخذ منه ما يفيدُك.
وختاماً فإن النقد بشقيه هو فرصة لتهذيب السلوك وتحسين الذات حيث أن التعامل السليم مع النقد الجارح يظهر قوة الشخصية مع الآخرين ولين الجانب خصوصاً مع الوالدين وفيه اتباعاً لأمر الله عز وجل حيث قال في محكم كتابه (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا).