عندما وصف الله جل جلاله أهل الجنة قال في وصفهم ( يلبسون ثياباً من سندسٍ واستبرق) والثوب هو كل ما يستر الجسد ويكون خالي من الثقوب والعيوب فلا تظهر سوءات البشر أمام بعضهم وعندما عصى آدم ربه وأطاعا الشيطان نزع عنهم لباسهما ورأى كل منهم سوءة الآخر، لذلك يرى أهل العلم انه كل من أظهر سوءته أو جزء منها هو عاصي للرحمن وطائع للشيطان.
وعندما ذكر الله جسم الإنسان في القرآن كان في وصف المنافقين قال تعالى ( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم) فالإنسان المسلم جوهره العقل والقلب وليس الجسد المتغير الذي يعتريه المرض مع مرور السنين وربما يتم بتر بعضاً أعضائه حفاظا على باقي الأعضاء.
هناك فرق شاسع بين التربية والحياء، فالتربية هي ما يغرسه الوالدان في الابن من قيم وأخلاق منذ الطفولة، والحياء هو فعل كل مليح وترك كل قبيح، فالتربية مصدرها الوالدان في الغالب وأما الحياء مصدره النفس في الغالب والنفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي لذلك ممكن رؤية ما يسوئك من شخص قليل الحياء علما انه من أسرة حسنة التربية لأبوين فاضلين واخوة صالحين، فمن الظلم إتهام أسرة بأكملها بسبب سوء خلق وقلة حياء فرداً منها.
ما نراه في هذه الأيام من استعراض بعض الشباب وبعض الشابات لأجسادهم بإخراج جزء منها بلباس مشقق أو القصير جدا الذي يظهر نصف الفخذ وأكثر أو الضيق منها الذي يصف حجم المناطق الحساسة أو الخفيف جداً جداً وفي الأماكن العامة ربما يعجب القلة من قليلي العقل والدين ولكنه حتما يغضب اهل المروءة والغيرة والحياء وخاصة الوالدان المتواجدين بأبنائهم وبناتهم في نفس المكان.
في بعض الأماكن العامة التي نرتادها وربما مجبرين مع أبنائنا وبناتنا الصغار نرى بعض الشباب ذوي الأشكال والأجساد العجيبة يقفون في كل مكان وكأنهم خشب مسندة ، ونرى بعض الشابات ذوات الأشكال والألوان الفاقعة والتي تشبه في وصفها بقرة بني إسرائيل الصفراء التي ربما تسر الناظرين اليها من الرجال الذين لا يغضون ابصارهم وحتما تغضب الباقين .
أيها الشباب والشابات ما نراه من البعض منكم في الواقع أو في المواقع وخاصة في المناسبات والاحتفالات من لباس ما هو ال تشوه بشري لأجسادكم وتشوه بصري لأعيننا واعين أبنائنا الصغار الذين يرونكم قدوة لهم فرفقا بنا وبأبنائنا فقد بذلنا الغالي والجهد العالي لتربيتهم حتى يكونوا أبناء صالحين.
نرجو من الله ان يأتي اليوم الذي يتم فيه استخدام كمرات الذكاء الاصطناعي في تحديد هوية من يشوهون بشريتهم ويشوهون ابصارنا وإصدار العقوبات المناسبة في حقهم ليكونوا عبرة لغيرهم حتى لا يتفاقم الوضع بحجة الحرية الشخصية فقد قل الحياء وقصرت الملابس.
بقلم - عبدالرحمن عثمان كنبيجه
التشوه البشري والبصري
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/articles/297275/