كانت رحلتنا إلى جزر فرسان تجربة مفعمة بالحياة والجمال، حيث استقبلتنا الطبيعة بأبهى صورها. عند وصولنا إلى غابة المانجروف، أبهرنا المشهد الأخضر الممتد، وأحاطتنا أصوات الطيور في سيمفونية طبيعية رائعة. وبينما كنا نبحر في مياه فرسان النقية، ظهرت الدلافين مرحبة بنا، تقفز بسلاسة وكأنها تحتفل بزيارتنا، لترسم لوحات لا تُنسى في مخيلتنا.
وفي السماء، حلّقت طيور البجع بأجنحتها البيضاء الواسعة، في مشهد ساحر يجسد روعة التناغم بين السماء والبحر. أما متعة استقلال القوارب الصغيرة الفلوكة، فكانت تجربة فريدة، حيث أبحرنا بين الجزر واستمتعنا بمياهها الصافية، وسط احترافية قائدي القوارب الذين أظهروا خبرة عالية وحسن تعامل مع ضيوفهم، مما جعل رحلتنا أكثر راحة ومتعة.
أما أهالي جازان، فقد أكرمونا بكرمهم الأصيل، مقدمين لنا أشهى الأطباق البحرية بلمستهم الجازانية الفريدة، حيث كانت كل وجبة تحكي قصة من تاريخ البحر وثقافة الجزيرة. وعندما تحتاج إلى تقديم برنامج منظم يتميز بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، فأسند الأمر إلى أهل جازان، فهم يقدمون ذلك بامتياز.
ومع هذه الأجواء الملهمة، نتطلع إلى استكمال باقي أيام البرنامج بنفس الحماس والإبداع، فقد لمسنا بوضوح شغف المنظمين ورغبتهم الصادقة في تقديم تجربة استثنائية. وختامًا، أقدم خالص الشكر والتقدير لكل من ساهم في تنظيم هذا البرنامج الممتع "شتاء جازان 2025"، والذي جمعنا بعد طول غياب، ليعيد إحياء ذكريات صداقة ممتدة لما يقارب نصف قرن.
ــــــــــــ
*رئيس التحرير





