كانت البسطات الرمضانية بمكة المكرمة في الماضي تحمل طابعا خاصا ومميزا ، حيث يرتبط لحن النداء الموجه لجذب الزبائن بنوعية المادة المعروضة ، إضافة لتوقيت اللحن وتوافقه مع حاجة الزبون ، فعبارة " الله وليك يا صائم " التي كان يرددها بائعو التمر المتواجدون على الطرق المؤدية للمسجد الحرام كانت تصدر خلال فترة العصر وقبيل أذان المغرب للفت انتباه الصائمين ، وعبارة " يا بليلة بللوك " التي كان يرددها بائعو البليلة مساءا داخل الأحياء الشعبية ، ومثلهم كذلك بائعو الكبدة وغيرهم شكلت في مجملها إرثا ثقافيا لازال البعض يردده كلما حل شهر رمضان المبارك من كل عام .
واليوم ونحن نعيش عصر الذكاء الاصطناعي والروبوتات ، فإن هذه العبارات وغيرها لازلنا نسمع ترددها خلال شهر رمضان المبارك في القليل من البسطات الرمضانية التي نراها ملتزمة بالتقاليد الرمضانية من ناحية المواد المعروضة أو التجهيزات الموضوعة .
غير أن مواقعها التي اختلفت وخرجت الأحياء الشعبية القريبة من المسجد الحرام إلى الأحياء الحديثة اثرت نوعا ما عليها ، وما نخشاه أن تمضي الأيام وتغيب هذه الأهازيج خاصة بعد دخول العمالة الأجنبية للبسطات الرمضانية .
وحتى تستمر مثل هذه العبارات تردد على المسامع ، وينقلها المعتمرون والزوار فإن الدعوة توجه لأمانة العاصمة المقدسة التي نجحت قبل سنوات في تنظيم مهرجان التراث الثقافي بمكة المكرمة تحت شعار "مكة زمان" ، فأبرزت دور مكة المكرمة في الماضي بشكل جيد وجذاب .
وما تحقق من نجاحات في الماضي يفتح المجال لدعوة الأمانة لتكرار إقامة الفعالية ، والاستفادة من مواقعها المتكاملة التجهيزات كنادي الأمانة في الخالدية ( 1 ) ، وحدائق الحسينية ، والراجحي ، والخطاطين بالعزيزية ، ومنتزه الجبل الأخضر ، وجميعها يمكن توظيفها لإطلاق فعاليات رمضانية تتوافق وحاجة المواطنين وتحفظ التراث ، وتوضح للمعتمرين العادات الرمضانية بمكة المكرمة .
كما أن هذه الفعاليات تفتح المجال أمام الناشئة من الشباب والفتيات للعمل وكسب مهارات وحرف تعود عليهم بالفائدة المادية .
ـــــــــــــ
للتواصل
ashalabi1380@
ahmad.s.a@hotmail.com





