مع اقتراب موعد انعقاد المؤتمر الحادي عشر للاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات في العاصمة القطرية الدوحة، نجد أنفسنا أمام مرحلة حاسمة تتطلب منا جميعًا، خاصة رؤساء اللجان الفنية، مضاعفة الجهود والعمل بجدية لاستكمال المهام الموكلة إلينا بأفضل صورة ممكنة.
لقد أثبتت اللجان الفنية بالاتحاد خلال الفترة الماضية أنها نموذج يُحتذى به في العمل الجاد والإنجاز المثمر، وهي اليوم أكثر عزماً على تقديم المزيد، لا سيما وأن الوقت يداهمنا نحن واللجنة التنفيذية على حد سواء ، وقريبًا سنسلم الراية لمن سيأتي بعدنا.
ومن هنا، فإن الواجب يحتم علينا جميعًا، في مختلف اللجان، أن نعمل بروح الفريق الواحد، ونستثمر ما تبقى من وقت استثمارًا حسنًا، بحيث يكون كل إنجازٍ لبنة تُضاف إلى صرح الاتحاد وتاريخه العريق.
زملائي رؤساء وأعضاء الله اللجان الفنية .. ، واللجنة التنفيذية .. إن ما نقدمه اليوم لن يكون مجرد أعمالٍ تنتهي بانتهاء مهامنا، بل هو إرث سيخلده التاريخ بمدادٍ من ذهب، وستظل أسماؤنا محفورة في ذاكرة الرواد عبر الأجيال. لذلك، فإن مسؤوليتنا تتجاوز مجرد إتمام العمل؛ بل تتطلب أن نقدمه بإتقان وإبداع يعكس رؤيتنا ورسالتنا في خدمة رواد الحركة الكشفية كما دلنا سيد البشر عليه أفضل الصلاة واتم التسليم بقوله : "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه."
وهنا نوجه نداءً إلى جميع القائمين على الاتحاد، بدءًا من اللجنة التنفيذية إلى كافة اللجان العاملة، بأن يكونوا على قدر المسؤولية، وأن يعملوا بصبر وإصرار لخدمة إخوانهم في الرابطات العربية، التي تضم كافة رواد ورائدات الوطن العربي الكبير ، كما نؤكد على أهمية أن تعمل الرابطات العربية على مد جسور التعاون مع زملائهم في اللجنة التنفيذية واللجان الفنية، لتقديم المزيد من الخدمات المميزة لرواد الكشافة والمرشدات، وتعزيز أواصر الأخوة من المحيط إلى الخليج.
ولا شك أن نجاحنا جميعًا يعتمد على مدى تعاوننا مع اللجنة التنفيذية بقيادة الرائد الكشفي العزيز الدكتور عبدالله الطريجي ونائبه المجتهد الدكتور الفيتوري ضوء ، وابطا الأمانة العامة ناصر أبل ومعاونيه علي العلي وأسية فتح الله ، حيث يتطلب نجاح اعمالنا على تكاتف الجميع، وتقديم الدعم اللازم لضمان تحقيق الأهداف المرجوة بأفضل صورة.
فلنجعل هذه الأيام الأخيرة شاهدة على عزيمتنا وتفانينا قال تعالى : ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ ، ولنؤكد للجميع أن العمل بروح الفريق والتفاني في العطاء هما سر النجاح والاستمرارية. نحن اليوم أمام فرصة تاريخية لنختم هذه المرحلة بإنجاز يليق بمسيرتنا، فليكن شعارنا: العمل، العطاء، والريادة.
من خلال تجربتي التي امتدت لقرابة العقد من الزمان، حيث تشرفت بالتواجد ضمن أول لجنة للاعلام والتوثيق بالاتحاد أُشهِرت في العام 2017، والاستمرار للدور الرابعة على التوالي أؤكد لكم أنني أعمل بجد وأستمر في تقديم كل ما يمكنني من أجل خدمة الحركة الكشفية. لقد كانت تلك السنوات مليئة بالتحديات والفرص التي تعلمت منها الكثير، ولا زلت أرى أن من حق إخواني وأخواتي في الاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات أن أقدم لهم أفضل ما عندي ردًا لجميل ثقتهم بي.
لقد كانت تلك الثقة حافزًا لي للاستمرار في العمل بإخلاص، وأعتبرها أمانة في عنقي يجب الوفاء بها، خاصة في هذه المرحلة الحاسمة التي تسبق تسليم الراية. وأتعهد أمامكم بأنني، بإذن الله، سأواصل تقديم أفضل ما يمكن حتى نصل إلى لحظة تسليم الراية لمن سيأتي من بعدنا، ونحن جميعًا على يقين أن ما نقدمه سيبقى علامة فارقة في تاريخ الاتحاد.
فليكن تعاوننا جميعًا مثمرًا، ولنستمر في العطاء حتى نحقق الأهداف السامية التي نسعى إليها.
ـــــــــــــــــــــــ
*رئيس التحرير ، رئيس لجنة الاعلام والتوثيق بالاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات





