صباح الجمعة دائما يحمل نكهة خاصة في الكتابة وتوالد الأفكار، فهو وقت هادئ، بعيد عن صخب الأيام الأخرى، ممتلئ بروح التجديد والبدايات في هذا الصباح، يكون الذهن أكثر صفاء، والعقل أكثر استعدادا لاستقبال الأفكار وصياغتها بسلاسة.
بعد أسبوع حافل بالعمل والانشغال، يأتي يوم الجمعة كفرصة للراحة والطمأنينة، مما ينعكس على الكتابة ويجعلها أكثر نقاء وانسيابية. لحظات الصباح الأولى، وبعد الأذكار، ومع كوب قهوة أو شاي، تمنحني حالة من التأمل والارتباط العميق مع الأفكار. أجد أن الكتابة في هذا الوقت أكثر انسيابية، وكأن الكلمات تتدفق بلا عناء، والمفاهيم تتشابك لتشكل نصوصا قوية وواضحة.
من خلال تجربتي في الإقامة في بلاد غير المسلمين، الولايات المتحدة الأمريكية، أجد أن يوم الجمعة يختلف عن بقية الأيام، إذ يظل يوما عاديا لديهم، دون طابع مميز. ومع ذلك، أشعر بأنه يوم روحي بامتياز ، حيث أعد نفسي داخليا وأعيش الأجواء الروحانية -بكل تفاصيلها-. هذا يمنحني يقينا بأن شعور الإنسان نابع من داخله، وليس مرتبطا بالمحيط الخارجي. إذا عاش الإنسان الأجواء بروحه وقلبه، فإن ذلك ينعكس عليه بالكامل، فيحيا اللحظة بكل أبعادها، والمسلم يعيش الروحانية في اليوم والليلة خلال عبادته وطوال حياته.
لهذا، بعد صلاة الفجر في يوم الجمعة، أجد أن هذا هو الوقت المثالي للكتابة الإبداعية، حيث يكون الذهن في قمة صفائه، والجسد مسترخيا، والنفس مغمورة بسكينة خاصة. الجمعة أيضا تحمل بعدا روحيا يعزز التركيز والصفاء الذهني، مما يساعد على ترتيب الأفكار وتحويلها إلى جمل مؤثرة.
إنها لحظة مثالية للتدوين، للتخطيط، أو حتى للبدء في مشروع جديد، حيث تشعر أن الإبداع متاح، والكلمات حاضرة، ولا شيء يعكر صفو الخيال ، وجمعتكم طيبة أن شاء الله






التعليقات 1
1 ping
احمد السعيــــد
07/02/2025 في 1:05 م[3] رابط التعليق
جمعة مباركة 💟