تمر الأيام بسرعة، وتدور عجلة الزمن، لكن هناك أشخاص يظل تأثيرهم فينا حيًا لا يموت، مهما مضت السنين. ومن هؤلاء الأبطال الذين نذكرهم دائمًا بكل فخر واعتزاز، الرائد الكشفي فتحي محمود فرغلي، رئيس الاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات سابقًا. الرئيس الفخري لجمعية رواد الكشافة والمرشدات المصرية ، هذا الرجل الذي لم يكن فقط قائدًا في مجال الكشافة، بل كان أيضًا ملهمًا للكثيرين، خاصة لي وللعديد من أبناء الحركة الكشفية.
قبل أيام، تلقيت رسالة من أخي الحبيب الرائد الكشفي أحمد عاشور، رئيس جمعية رواد الكشافة والمرشدات المصرية، يذكرني فيها بضرورة أن أذكر الرائد فتحي - اطال الله في عمره - في كل ما أكتب، وأن نحيي ذكره ونشكر جهوده التي لا تُعد ولا تحصى. توقفت عند رسالته وتأملت في تلك العلاقة التي جمعتني بهذا الرجل، فوجدت أنها كانت مليئة بالتوجيهات والدروس التي تعلمتها منه عن كثب. في كل مرة كان يتحدث إلينا، كان يعطينا من علمه وحكمته ما يضيء لنا الطريق، وينير لنا المسار.
لا أستطيع أن أنسى تلك اللحظات التي كان فيها فتحي فرغلي يوجهنا، سواء في مناسبات الكشفية أو في المناسبات الخاصة. كانت كلماته دائمًا حافلة بالحكمة والإلهام، ولم يكن يقتصر على أن يكون مجرد قائد، بل كان أخًا وصديقًا ومربيًا لنا جميعًا. لقد ترك بصمة كبيرة في حياتنا، وصارت ذكراه حاضرة في كل مناسبة، وخاصة في قرب شهر رمضان المبارك، حيث كان يهنئنا دومًا ويحثنا على الإحسان والعمل الطيب.
اليوم، وأنا أستعرض مسيرتي الكشفية وأتذكر تلك اللحظات التي مررت بها، لا يمكنني أن أغفل عن دور الرائد فتحي فرغلي ، الذي كان من أبرز الشخصيات التي ساهمت في تشكيل حياتنا الكشفية. لقد أثر فينا بشكل عميق، وكانت جهوده محل تقدير واعتزاز من جميع من عملوا معه.
لا يمكن أن ننسى الرجل الذي عمل جاهدًا من أجل تعزيز الحركة الكشفية في العالم العربي، ورفع راية الاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات. فمهما كانت مشاغل الحياة وتقلُّباتها، تظل ذكرى هذا الرجل حاضرة في قلب كل من عرفه. ومهما تقدمت الأيام، تبقى أفعال فتحي فرغلي شاهدة على تاريخه العريق وأثره الطيب.
وبهذه المناسبة، أقول: "لن ننسى فتحي، ولن ننسى فوزي"، فمشوارنا الكشفي يظل شاهداً على تلك اللحظات التي مرَّت علينا مرورًا مؤثرًا، والذكرى تبقى حيّة في قلوبنا وأذهاننا، لا سيما في هذا الوقت الذي نعيش فيه.
إن للأشخاص الذين يتركون بصمة حقيقية في حياتنا، تأثيرًا يدوم حتى بعد غيابهم، وهذا ما ينطبق على الرائدين الكشفيين فتحي فرغلي وفوزي فرغلي . لقد مرَّت العديد من اللحظات التي يظل فيها تأثيرهم حاضرا، سواء كان ذلك في الأعمال الكشفية أو في حياتنا الشخصية.
أتذكر جيدًا في بداية تكليفنا للعمل في اللجان الفنية في الاتحاد، كانت هناك مواقف طريفة تحمل في طياتها معاني عميقة. من بين هذه المواقف، كان خطأ بسيط لكنه معبر، عندما أخطأت في ذكر اسم الرائد فتحي فرغلي وأطلقت عليه اسم "فوزي". كان دائمًا يسعى لتصحيح هذا الخطأ بكل تواضع، ولكن مع مرور الزمن، أصبحت الأسماء تنحفر في أذهاننا: اسم "فتحي" واسم "فوزي" كلاهما أصبحا جزءًا من ذاكرتنا الحية، بشكل عميق لا يُمحى.
نحن كسعوديين، تعلمنا الكثير من الرائدين فتحي وفوزي، وكانت أسماؤهم تتردد في كل مناسبة، وكانت توجيهاتهما وآراؤهما تنير لنا الطريق. فتحي فرغلي – اطال الله في عمره - كان قائدًا حكيمًا، يعِدنا دومًا بالأمل والطموح، أما فوزي – رحمه الله - فقد كان شخصية مميزة بطابعها القيادي والإنساني، لم يتوقف عن تقديم الدعم والمساعدة في كل الأوقات.
لقد أصبح اسم الرائد فتحي فرغلي عزيزًا علينا في قلوبنا، ولا يمكننا أن ننسى هذا الرجل الذي ترك إرثًا كشفياً لا يُنسى. لكن، علينا أن نذكّر أيضًا بالقائد الراحل فوزي الذي كان له دور كبير في صناعة الحركة الكشفية في وطننا العربي.
اليوم، ونحن نتذكر الرائد فتحي فرغلي، فإننا نذكره بكل احترام وإجلال. ونسأل الله ان يطيل في عمره ويمتعه بالصحة ، وأن يجعل ما قدمه في ميزان حسناته. ولا يمكنني إلا أن أرفع له تحية تقدير ، كما نرفع قلوبنا بالدعاء لروح القائد الراحل فوزي فرغلي ـ يرحمه الله .
وفي اعتزازي بهما أدرجت سيرتهما في كتابي رواد الكشافة العرب سيرة ومسيرة ، واسعى للذهاب إلى القاهرة خصيصا لتسليمه نسخ الكتاب





