كانت تجربة لجنة خدمة وتنمية المجتمع في تنظيم ندوة علمية تحت عنوان "الطاقة النظيفة لتحقيق التنمية المستدامة" لا تُنسى، خاصة عندما تم اختيار طاقم من السيدات بالكامل لإعداد وتقديم هذا الحدث الكبير. ولأكون صريحًا، لم أكن أتوقع أن تكون النتيجة بهذا التفوق والتميز. فقد كانت هذه الندوة بمثابة شهادة على قدرة المرأة العربية على تقديم دورها في مختلف المجالات العلمية والتقنية.
كل شيء بدأ بمفاجأة صغيرة، حيث تلقيت تكليفًا من رئيس اللجنة المعنية بالمشاركة كمقدم أو مدير للندوة، وكان من المفترض أن أقدم الأمسية. لكن بعد أن ألغيت جميع مواعيدي لهذا اليوم، وصلتني أخبار جديدة مفادها أن الفعالية ستُدار بالكامل من قبل سيدات، وهو ما فاجأني بشكل إيجابي. كنت أعرف أن هذا الطاقم من السيدات سيكون على مستوى عالٍ من الجدية والإبداع، لكن لم أكن أتوقع أن تتجاوز هذه الندوة توقعاتي وتبهرني بهذا الشكل.
لقد كانت 6 سيدات، اللواتي تولين مسؤولية تنظيم الندوة، في غاية الكفاءة، حيث قدمن أداءً مميزًا بكل المقاييس. وقد أظهرن مستوى عالٍ من التنسيق والتنظيم الذي كان يضاهي أي فعالية علمية دولية. هذه السيدات استطعن تسيير الأمور بكفاءة استثنائية، وحققن التميز في كل جانب من جوانب الندوة. كما أنهن أضفن لمساتهن الإبداعية من خلال تقديم المعلومات العلمية بأسلوب شيق وبطريقة مبتكرة تتناسب مع احتياجات الحضور.
ما أضاف لهذه التجربة هو إدراكنا جميعًا، كمجتمع، أننا قادرون على أن نكون شركاء في التنمية المستدامة، خاصة عندما يتم تمكين المرأة وإعطائها الفرصة لإثبات جدارتها. كان الحضور مندهشًا ليس فقط من المحتوى العلمي، بل من التنظيم المبدع والأداء الرائع الذي قدمته السيدات. وبالتأكيد، لم تكن هذه الفعالية مجرد ندوة علمية، بل كانت رسالة قوية تؤكد أن المرأة العربية يمكنها أن تقود في مجالات متقدمة ومهمة كالتكنولوجيا والطاقة النظيفة.
بخصوص التجربة، يمكنني القول بكل فخر واعتزاز أن هذه الندوة كانت مثالًا حيًا لما يمكن أن تحققه المرأة العربية في أي مجال تُعطى فيه الفرصة.
وبهذه المناسبة، لا يسعني إلا أن أتقدم بخالص الشكر إلى لجنة خدمة وتنمية المجتمع بالاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات، وعلى رأسها القائد المبدع مسفر الغباشي، الذي كان له الفضل في تقديم هذا الحدث العلمي المتميز، واختيار الطاقم النسائي بالكامل.
كما أشكر الجميع على جهودهم، ومن بينهم السيدات اللواتي أثبتن أن القوة والتفوق ليس لهما جنس، بل هي القدرة على الإنجاز والابتكار. نحن بحاجة إلى مزيد من هذه التجارب النوعية التي تتيح للمرأة أن تظهر قدراتها وتشارك بفعالية في صنع المستقبل.
وأخيرًا، أتوجه بخالص الشكر لمبدعي اللجنة على إتاحة الفرصة لنا بالمشاركة في هذه التجربة الرائعة. وبفضل الظروف التي جعلت مسفر الغباشي يختار هذه الكوكبة المبدعة من السيدات، شهدنا نجاحًا باهرًا وأثبتنا أن المرأة تستطيع أن تقدم الجديد والمختلف.





