خلال حكم النظام السوري السابق، كان الشعب السوري بمختلف طوائفه ومكوناته خاسرا بالمقياس المادي إلا قليلا، وهؤلاء القليل إما مقربون من النظام تمكنوا من الهرب خارج الأراضي السورية خلال الساعات الأولى، أو حواشي النظام ومناصروه الباقون داخلها.
هذه الأقليه الباقيه من نظام الحكم السابق تشكل تحديا حقيقيا أمام النظام الحالي، فبالرغم أنها من جملة الخاسرين، إلا أنها كانت الأحسن وفي وضع أفضل من حيث الامتيازات.
يكمن ذلك التحدي في قابلية تلك الأقلية على الاندماج والانسجام مع المكون السوري الجديد تحت مظلة النظام الحالي من ناحية، ومن ناحية أخرى قطع صلتها بالنظام السابق وأي أجندات خارجيه تعمل على وأد أحلام السوريين.
حتى هذه اللحظة يبلي النظام الحالي بلاء حسنا ويؤدي أداء متوازنا رغم صعوبة وحساسية الوضع في الداخل السوري وعلى الحدود وخارجه، في الداخل نجح إلى حد كبير في إقناع الغالبية السورية متنوعه بفكرة وفلسفة العمل من أجل الوحدة السورية، ولربما عززت تلك القناعة وسائل التواصل الاجتماعي التي كان لها دور بارز في سرعة فضح وكشف الفبركات والألاعيب الراميه إلى إحداث الفتن والنزاعات بين أطياف المجتمع السوري، فضلا عن التفاعل والتواجد السريع للقوات النظامية في أماكن النزاع، والقرارات السريعة والحاسمة والمنطقية والعادلة لتسويتها أمام القضاء، وعلى الحدود يبدو متوازنا وحكيما حتى الآن في تعاطيه مع الاستفزازات والخروقات والاعتداءات الإسرائيلية، وفي الخارج يبدو بارعا في تبديد الصورة النمطية عن النظام كحكومة إقصائية، واستبدالها بصورة ديمقراطية.
رغم الرهان في نجاح النظام السوري الجديد على الأداء الحكومي، لكن يظل أداء ورغبة وإصرار المكون الشعبي عاملا حاسما ومرجحا فيما قد تعجز عنه الحكومه، لاسيما والأمر يتعلق بمكون شعبي ذاق مرارة الفقد والخسارة على جميع الأصعدة وفي مختلف الفئات والطوائف.
سوريا الجديدة إما أن تزدهر بإرادة داخليه، وإما أن تندثر بإدارة خارجيه.





