تحتفل تونس اليوم الخميس 20 مارس 2025م بالذكرى التاسعة والستين للاستقلال، في أجواء تعكس الفخر والاعتزاز بالتضحيات الجليلة التي قدمها أبطال المقاومة، الذين واجهوا الاستعمار بالسلاح والكلمة، حتى استعاد الوطن سيادته المسلوبة في 20 مارس 1956، بعد عقود من الاحتلال الذي بدأ عام 1881 في عهد محمد الصادق باي.
نضال طويل وتضحيات جسيمة :
واجه التونسيون المستعمر الفرنسي بكل الوسائل المتاحة، رغم ضعف الإمكانيات مقارنة بالقوة العسكرية للمحتل. وتنوعت وسائل المقاومة بين الكفاح المسلح والنضال السياسي، حيث قاد الحزب الدستوري برئاسة الزعيم الحبيب بورقيبة الحركة الوطنية، بمساندة قوية من الاتحاد العام التونسي للشغل بقيادة الزعيم النقابي فرحات حشاد، إلى جانب مختلف الشرائح السياسية، والاجتماعية، والثقافية.
ورداً على تشدد الاحتلال الفرنسي، الذي لجأ إلى القمع، والسجن، والنفي، تصاعدت المقاومة، ليتم إعلان الثورة المسلحة ضد الاستعمار في 18 يناير 1952، حيث اندلعت المواجهات في جميع أنحاء البلاد، مما شكل ضغطًا كبيرًا على المحتل الفرنسي، توّج بنيل تونس استقلالها التام في 20 مارس 1956.
دور الكشافة التونسية في النضال الوطني :
لعبت الحركة الكشفية التونسية دورًا بارزًا في دعم المقاومة ومناهضة الاستعمار، حيث تعرض العديد من الكشافين للاعتقال والتعذيب بسبب مواقفهم الوطنية. كما كان عام 1956، عام الاستقلال، محطة هامة في مسيرة الحركة الكشفية، إذ تم توحيد جميع الجمعيات الكشفية تحت مظلة واحدة، هي الكشافة التونسية، بقيادة القائد عبد الله الزواغي، رحمه الله.
الكشافة في بناء الدولة بعد الاستقلال :
بعد الاستقلال، واصل الكشافة التونسيون مسيرتهم في خدمة الوطن، حيث تم الاستعانة بعدد كبير من القادة الكشفيين في تحمل مسؤوليات بمختلف المؤسسات الحكومية، وخاصة في تكوين سلك الحرس الوطني، تأكيدًا على دورهم الريادي في بناء الدولة الحديثة.
الاستقلال.. ذكرى تعزز روح الوطنية :
تحيي تونس هذه الذكرى العظيمة تكريمًا لتضحيات أبطالها، وتجديدًا للعهد بمواصلة العمل على ترسيخ مبادئ الحرية، والاستقلال، والتنمية، حفاظًا على مكاسب الوطن، وصونًا لإرث الأجيال التي قدمت أرواحها في سبيل السيادة الوطنية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
*مدير مكتب الصحيفة في تونس





