شدني – وبكل فخر – ما شهدته الجمعية العمومية الأخيرة لرابطة رواد الكشافة السعودية، التي عُقدت في مدينة العيون شرق المملكة، من دخول عدد كبير من الرائدات الكشفيات إلى مواقع القرار داخل الرابطة. هذا المشهد كان لافتًا ومُلهمًا، خصوصًا حين أسترجع بذاكرتي قبل سنوات قليلة فقط، لقائي بعدد من القائدات الكشفيات العربيات أثناء مشاركتهن في تدريب مجموعة من الفتيات السعوديات ليكن نواة للعمل الكشفي النسائي.
أتذكر يومها كيف كان العجب بادياً على وجوههن، وسمعت منهن تساؤلات كثيرة يملؤها الاستغراب: "هل هؤلاء الفتيات السعوديات فعلاً يمكن أن يكنّ نواة لكشافة الفتيات؟" فأجبت بهدوء وثقة: "اصبروا عليهن عامًا واحدًا… وسترون العجب."
وها نحن اليوم نعيش هذا "العجب" واقعًا ماثلًا، ونجني ثماره اعتزازًا وفخرًا. فما حققته الفتيات السعوديات في المجال الكشفي خلال فترة وجيزة لم يكن مجرد تقدم، بل قفزات نوعية تجاوزت كل التوقعات وتخطت حدود الدهشة الأولى.
أتحدث هنا عن الرائدات الكشفيات بشكل خاص، لكوني من هذه المرحلة، وأرى بأم عيني حجم الحضور الفاعل لهن في اللجان الفنية والمهمات القيادية داخل رابطة الرواد، بل وفي منظمات إقليمية أيضًا. يتحركن بثقة، ويقدمن نماذج مشرّفة في مجالات البرامج، والإعلام، وخدمة المجتمع، وتنمية العضوية.
ولا يمكن أن نغفل كذلك ما تقدمه فتيات الكشافة السعوديات في الميدان، جنبًا إلى جنب مع زملائهن الفتيان، في خدمة المعتمرين والزوار في الحرمين الشريفين خلال موسم رمضان. تلك المشاهد تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن المرأة السعودية قوية، مبدعة، متأهبة، ومستعدة دومًا لخدمة وطنها ومجتمعها أينما دُعيت.
ما نشهده اليوم هو دليل حيّ على أن الفتاة السعودية تسير بخطى واثقة نحو المستقبل، وتثبت حضورها اللافت في كل مجال تدخله، بعطاء لا ينضب وطموح لا يعرف التراجع.
نقولها اليوم بكل صوت وبكل فخر: نحن أمام جيل كشفي نسائي مشرف... جيل يقود، ويبدع، ويتقدم. وهذا – ورب الكعبة – فخرٌ عظيم.
ــــــــــــــــــ
*رئيس لجنة الاعلام والتوثيق بالاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات





