لم يكن اهتمام المملكة بخدمات الحجاج والمعتمرين حديث عهد ، فبعد ضم الملك عبد العزيز - رحمه الله - مكة المكرمة إلى حكمه عام 1343هـ ، برز الاهتمام بخدمات الحجاج فكانت أولى الخطوات متمثلة في توفير الخدمات الصحية الجيدة وهذا ما برز في تأسيس مصلحة الصحة العامة في مكة المكرمة عام 1343 هــ ، والتي تحولت عام 1344 هــ لمديرية عرفت باسم مديرية الصحة العامة والإسعاف ، وفي نظام إدارة الحج الصادر في 20 ربيع الأول عام 1345 هـ دعت المادة الثالثة عشر منه بالاهتمام بصحة الحاج ، ونصت أنه «على المطوف إخبار مديرية الصحة العامة فيما إذا طرأ مرض على أحد الحجاج، فيخبر عنه إدارة الصحة لمعاينته فورا، وعلى إدارة الصحة إجراء وظيفتها نحو ذلك» ، هذا فيما يتعلق ببداية توفير الخدمات الصحية للحجاج .
أما فيما يتعلق بالمسجد الحرام فقد شرع ـ رحمه الله ـ بإجراء العديد من الإصلاحات والترميمات حيث تم في عام 1344هـ ، ترميم عموم المسجد الحرام، وإصلاح كل ما يقتضي إصلاحه، ومن ذلك: ترميم جدران المسجد وأرضه وأعمدته، وإصلاح المماشي وحاشية المطاف، وطلاء مقام إبراهيم، وإصلاح الأبواب وصيانة القباب وغيرها من الأعمال .
ولتوفير المياه للحجاج في المشاعر المقدسة ، أصدر الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ أمره الكريم في السادس عشر من محرم عام 1346 هـ بحفر عدد من الآبار الارتوازية بالمشاعر المقدسة ، كما أصدر أمره عام 1350 هــ ، بتخطيط عرفات بواسطة طرق مستقيمة تقسمها إلى مربعات ينزل فيها الحجاج بحسب بلادهم أو مطوفيهم .
والحديث عن حرص الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ على راحة وسلامة ضيوف الرحمن ترجمه أبنائه الملوك من بعده سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله ـ رحمهم الله ـ ، وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ يحفظه الله ـ برزت العديد من البرامج والخدمات المرتبطة بخدمات الحجاج والمعتمرين ، فبرز برنامج خدمة ضيوف الرحمن كأحد برامج رؤية المملكة 2030 والذي أُطلقه خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ عام 2019م ، ويتمثل في إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المسلمين لأداء فريضتي الحج والعمرة على أكمل وجه ، والعمل على إثراء وتعميق تجربتهم، من خلال تهيئة الحرمين الشريفين، وتحقيق رسالة الإسلام العالمية، وتهيئة المواقع السياحية والثقافية، وإتاحة أفضل الخدمات قبل وأثناء وبعد زيارتهم لمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وعكس الصورة المشرِّفة والحضارية للمملكة في خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن .
وساهم معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة والزيارة بجامعة أم القرى من خلال دراسته وبحوثه في تطوير مستوى الخدمات المقدمة ، منها دراسة الخصائص الديموغرافية للمعتمرين في رمضان التي نفذت من قبل المعهد عام 1434هـ ، وتهدف لمعرفة الخصائص الديموغرافية بالإضافة إلى بعض الخصائص الاقتصادية والاجتماعية لعينة من معتمري بيت الله الحرام في شهر رمضان المعظم عام 1434هــ بما قد يساهم في اتخاذ القرارات ودعمها في المملكة من تحديد نوعية الخدمات التي يجب أن تتوافر في المستقبل للمعتمرين .
أيضا هناك دراسة بناء نموذج تقريبي لمعتمري الخارج في موسم رمضان باستخدام الشبكات العصبية ونفذت عام 1434 وتكمن أهميتها في التنبؤ المستقبلي لعدد المعتمرين في عمليات التخطيط والتطوير، وتمثل وسيلة هامة تساعد بشكل كبير على اتخاذ القرارات والتوصيات لإنجاح أي مشروع تنموي هادف.
والارتقاء بالخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين قابله الارتقاء بمهارات العاملين في الخدمة لتصل الخدمات للمعتمرين والحجاج بصورة مميزة .
وحتى تصل خدمات المعتمرين بصورة جيدة خاصة خلال شهر رمضان المبارك فعلينا كمواطنين أن نعمل على مكافحة الظواهر السلبية الناتجة عن أعمال وتصرفات بعص المعتمرين القادمين من الخارج سواء كانت متمثلة في استخدام الأماكن العامة للنوم أو حصولهم على كميات كبيرة من الوجبات الغذائية وعدم استفادتهم منها .
ـــــــــــــــ
للتواصل
ashalabi1380@
ahmad.s.a@hotmail.com