شيكاغو، المدينة الكبيرة واللامعة، ثالث أكبر مدينة في الولايات المتحدة بعد نيويورك ولوس أنجلوس. مدينة ناطحات السحاب، والجامعات العريقة، والفنون والموسيقى والرياضة ، مدينة تحمل وجهًا آخر... وجهًا جميلًا لا تراه إلا إن اقتربت من نبضها، وعشت شوارعها، وتأملت ناسها. فهي تلمع في الأعلى، وتزرع الأمل في الأسفل. وأنا أعيش في هذه المدينة، رأيت هذا الجمال بأم عيني.
في قلب هذا الصخب، تنبض شيكاغو بحياة لا تشبه أي مدينة أخرى. في صباحاتها الباردة، تفتح المقاهي أبوابها على رائحة القهوة وضحكات الغرباء. وفي أحيائها المتنوعة، يلتقي العالم كله: العرب، اللاتينيون، والأفارقة، والآسيويون، والأمريكيون... تنصهر الثقافات وتتمازج الألسن، وتولد القصص من كل زاوية.
في شيكاغو، تجد جامعات من الأفضل في العالم: جامعة شيكاغو، وجامعة نورث وسترن، ومراكز أبحاث عالمية، ومدارس فنون تحضن المواهب من كل الألوان. تجد مسارح تصنع الضحك، وقاعات موسيقى تبث الحياة، ومتاحف تنقل التاريخ إلى الحاضر.
أما الحدائق، فهي المتنفس الحقيقي لأهل المدينة. "ميلينيوم بارك"، و"غرانت بارك"، وحدائق البحيرة الممتدة على طول "ليك شور درايف"... كلها أماكن تجمع العائلات، وتفتح المجال للفرح والنشاط في صيف شيكاغو القصير الجميل.
وفي ليل المدينة، تنعكس الأضواء على نهر شيكاغو، وتتلألأ ناطحات السحاب في السماء وكأنها تحتفل. ينتشر الناس في مطاعمها، يتذوقون كل نكهات العالم، ويعيشون لحظاتهم بطريقتهم الخاصة. المدينة لا تنام، لكنها تحلم... وتحلم كثيرًا.
وفي أحيائها، رغم الفقر في بعض الزوايا، هناك طاقات بشرية لا تستسلم. مبادرات اجتماعية، شباب يعملون ليلاً ونهارًا لخدمة مجتمعاتهم، جمعيات خيرية، مساجد وكنائس ومراكز ثقافية تبث الوعي وتحتضن الإنسان قبل أي شيء آخر.
شيكاغو ليست فقط مدينة الفن والعمارة والرياضة، بل أيضًا مدينة الأمل والإبداع والتنوع. لا بد من رؤية هذا الجمال بشجاعة، والاعتراف بأن تحت طبقات التعب هناك ضوء لا ينطفئ، وروح لا تنكسر. فالمباني قد تتشابه، لكن الأرواح التي تسكنها هي ما تجعل من شيكاغو مدينة لا تُنسى.
تابعوني غدا الوجه الاخر لهذا المدينة العصرية
للتواصل:
abulouy@