لأنّكَ الماءُ تستقوي على عَطَشِي
أغراكَ قلبيَ بالهجرانِ حين غَشِي
ورُحتَ تكتمُ ما تُبديهِ أورِدةٌ
وما تقولُ شِفاهُ البوحِ في الغَبَشِ
دنوتَ مِنّي دُنوَّ العُودِ مِن وَتَرٍ
قُرْبُ المَسافةِ يُغري الشمسَ بِالنَّمَشِ
أريكةُ العَتمِ تَدجُو قبلَ مَوعِدِنا
كأنّما الليلُ مِن قَولِ الوشاةِ خَشِي
وسَّدتُّ حُبَّكَ أهدابي مُدَلّلةً
سَكرى بِلا عِنَبٍ .. مَرفوعةَ الفُرُشِ
نُخبّئُ العِشقَ كيف النّاسُ تُبْصِرُهُ؟!!
طَبعُ الغرام بِأمرِ العاشقينَ يَشِي
تغيبُ حتى كأن القلبَ مُنْتَزَعٌ
ويرهِقُ العينَ ما فيها مِنْ الرَمَشِ
يَسِيلُ دمعي .. إذْ لِلشوقِ حُرقَتُه
ويَسألونَ .. فَأُعْزي الدَّمْعَ للعَمَشِ
كم طِرْتُ عنكَ إلى لا رجعةٍ أبداً
لكنْ .. سَحابة شوقٍ بَلَّلتْ رِيَشِي
مَن عاشَ عُمْراً وَ دَربُ الحُبِّ يَجْهَلهُ
كأنَّهُ في حِسَابِ العُمْرِ لم يَعِشِ
هَمْسُ الجَداولِ في ريعانِ لهفَتِها
يقولُ للأرض: رُشّي الماءَ وانْتَعِشِي
صَبيةٌ مِن قِطافِ العُمْرِ أوّلِهِ
يَرُوقُها الوردُ في كَفِّ الفتى الرَّعِشِ
ـــــــــــــــ
*.عضو اتحاد الكتاب العرب