إن كان نجاح أي عمل إذاعي يرتبط الإعداد الجيد ، والتقديم المميز ، والمعرفية بسير الشخصيات المستضافة ، فإن تنوع الحوار والموضوعات يؤدي إلى كسر جمود الطرح ، ويجذب المستمع إليه خاصة إذا كان المحاور متمكنا من الطرح وجرئ فيه ، كما أن اللغة العامية تؤدي لتقبل المستمعين للبرنامج .
وخلال شهر رمضان المبارك سعدت بالاستماع لبرنامج " مركاز الفريد " الذي يعده ويقدمه الإذاعي المخضر والإعلامي المبدع الأستاذ فريد مخلص عبر إذاعة جدة ، وقبل الحديث عن البرنامج ومدى نجاحه والحاجة لاستمراره على مدار العام ، فإن هناك عوامل أساسية ساهمت في نجاحه ، أولها التوقيت المناسب والذي جاء خلال فترة العصر وهي الفترة التي تسمح للكثير من المستمعين خاصة الرجال بمتابعته داخل سياراتهم أثناء تجولهم لشراء احتياجات البيت ، إضافة للاختيار الموفق للضيوف وعدم تكرار أسماء ظهرت في السابق .
وشكل الطرح الجيد للأسئلة نجاحا آخر مكن المستمع من الحصول على معلومة مفيدة من الضيف ، سواء كانت ثقافية أو تاريخية ، كما وجه رسالة للشباب في العديد من اللقاءات .
وفي استضافته للدكتور عبدالله المعلمي مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة ـ سابقا ـ ، والذي تولى أمانة محافظة جدة استمعنا إلى الطرق الحديثة في الإدارة والتي تمكن المسؤول من الخروج من أسلوب العمل الإداري الروتيني المرتبط بالتعامل الورقي إلى أسلوب التعامل المباشر ليعمل الجميع بروح الفريق الواحد .
كما تعلمنا كيفية التعامل من مع المنتقدين للأعمال ، واستمعنا لكيفية تعامل الدكتور عبدالله مع بعض الصحفيين الذين انتقدوه في لباسه اثناء قيامه بمتابعة العمل الميداني خلال هطول الامطار على مدينة جدة .
كما اتحفنا البرنامج بلقاء المهندس عبدالرحمن الفعر الذي وجه رسالة للشباب مضمونها أن تحقيق الهدف والوصول إلى القمة يرتبط بالإصرار ، وإصاراه على تحقيق هدفه من خلال رحلته لجبل كليمنجارو الذي يمثل أعلى قمة في افريقيا وتبلغ 5,895 مترا عن سطح البحر ، وفي هذا اللقاء تذكرت قول المتنبي :
لَأسْتَسْهِلنَّ الصَّعبَ أوْ أُدْرِكَ المُنى
فما انْقادَتِ الآمالُ إلا لِصابِرِ.
أما استضافته للأستاذ عبدالعزيز قاسم والذي تزاملت معه في جريدة البلاد أثناء فترة الدكتور عبدالقادر طاش ، فقد ذكرني بالشيخ محمد بن ناصر العبودي ـ يرحمه الله ـ ، الذي شغل منصب الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي ، الذي زار الكثير من دول ومناطق العالم وأصدر مائة وستين كتابًا في أدب الرحلات ، وفي استضافة الزميل الأستاذ عبدالعزيز قاسم وقفت كما وقف غيري على الكثير من المعلومات عن دول بلاد ما وراء النهر في آسيا الوسطى .
ولا أريد أن استرسل في الحديث عن جميع الحلقات التي كانت بحق مميزة ، لكنني سأتوقف أمام حلقة استضافة الأستاذة القديرة نوال بخش ابنة مكة المكرمة والإعلامية القديرة و" أول فتاة سعودية تطل على شاشة تلفزيون المملكة في عام 1386هـ " ، وفي استضافتها استمعنا للكثير من محطات حياتها التي استطاعت أن تواجه فيها صعوبات وبإرادة الله وعزمها واصرارها حققت ما تصبو إليه ، وكنت أمل أن تستمع الفتيات لحديثها ليستفدن من المواقف التي عاشتها ويدركن أن الوصول للهدف ليس سهلا ، كما أن الوصول للقمة يعني الحرص على المحافظة عليها .
وأملي ان يكون هناك مماثل للزميلة القديرة نجوى مؤمنة ابنة إذاعة جدة والتي تحمل في جعبتها الكثير من المواقف والذكريات التي تسر السامعين .
وفي الختام أقول إن كلمات الشكر والتقدير والثناء للبرنامج والقائمين عليه لا تفيه حقه ، وهو برنامج وإن حمل ذكريات الماضي فإنه نقل معاناة مع عاشوا تلك الأيام والسنين ، ووجه رسالة للشباب مضمونها الحمد لله أولا على ما أنتم فيه من نعمة ، وعليكم أن تجدوا وتجتهدوا لتصلوا للقمة ، فالوصل للقمة والمحافظة عليها ليس سهلا .
ــــــــ
للتواصل
ashalabi1380@
ahmad.s.a@hotmail.com