حقّق ناشئو المنتخب السعودي لألعاب القوى إنجازًا مشرّفًا في البطولة الآسيوية السادسة للناشئين والناشئات تحت 18 سنة، والتي أُقيمت على مضمار وميدان مدينة الأمير نايف الرياضية بمحافظة القطيف، حيث تألّق اللاعبون وحققوا نتائج غير مسبوقة، توّجوها بحصاد (خمس) ميداليات ملونة، في إنجاز يعكس حُسن الإعداد وجودة العمل الفني والإداري.
ويُعد هذا الإنجاز المتميّز دليلًا قاطعًا على أن المملكة العربية السعودية – بفضل الله – تظل معينًا لا ينضب من المواهب والطاقات الشابة، التي تستحق العناية والتطوير والتخطيط المدروس.
ورغم حداثة مجلس إدارة الاتحاد الحالي، إلا أن ما تحقق يؤكّد أن العمل المتواصل والتراكم المعرفي هو مفتاح النجاح، وأنّه لا بد أن يكمل الخلف ما بدأه السلف، حتى تستمر المسيرة نحو القمة. فليس من الحكمة أن يبدأ كل مجلس عمله من نقطة الصفر، أو يتجاهل ما بناه من سبقوه، بل المطلوب هو الاستفادة من تجارب المجالس السابقة، والبناء عليها، وتطويرها بما يتناسب مع المرحلة الحالية.
وعلى وجه الخصوص، فإن اتحاد ألعاب القوى نموذج حي لهذا المفهوم؛ حيث لا يمكن أن يتحقق التكامل والتميز دون العمل بروح الفريق الواحد، والاستفادة من خبرات السلف عبر الجلوس إلى طاولة واحدة، والحديث بشفافية وصراحة، بما يحقق مصلحة اللعبة، ويخدم تطورها المستدام.
ولا يفوتنا في هذا السياق أن نُشير إلى الجهود الملموسة التي بذلها الاتحاد السابق برئاسة الدكتور حبيب الربعان، حيث بدأ ملامح ذلك العمل يظهر الآن بوضوح، تمامًا كما استفادت إدارة (الربعان) من منجزات من سبقوهم.
إن لعبة ألعاب القوى لا تتوقف ولا تنفصل إداريًا، بل هي مسار متصل يتطلب التخطيط بعيد المدى، والعمل المستمر، والتكامل بين الإدارات، فنتائج أي اتحاد لا تظهر بين يوم وليلة، بل قد تحتاج إلى أربع سنوات أو أكثر لتبدأ الثمار في الظهور، وهذا ما نشهده اليوم.
وعليه، فإن ما تحقق اليوم هو ثمرة عمل جماعي ممتد، ورؤية فنية واضحة، وتعاون بناء بين الأجيال، والواجب يحتم علينا جميعًا المحافظة عليه ودعمه ، هذا علمي وسلامتكم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*مهتم وعاشق ومتخصص في اعلام العاب القوى





